تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٧٤
* (الحمد لله الذي وهب لي على) * كبر الكمال * (إسماعيل) * العاقلة النظرية * (وإسحاق) * العلمية * (إن ربي لسميع الدعاء) * أي: لسميع لدعاء الاستعداد، كما قال:
حسبي من سؤالي علمه بحالي.
* (رب اجعلني مقيم) * صلاة الشهود * (ومن ذريتي) * كلا منهم مقيم صلاة تخصه * (ربنا وتقبل دعاء) * أي: طلبي للفناء التام فيك * (ربنا اغفر لي) * بنور ذاتك ذنب وجودي فلا أحتجب بالطغيان * (ولوالدي) * ولما يتسبب لوجودي من القوابل والفواعل فلا أرى غيرك ولا ألتفت إلى سواك فأبتلى بزيغ البصر، ولمؤمني القوى الروحانية * (يوم يقوم) * حساب الهيئات الروحانية النورانية والنفسانية الظلمانية أيها أرجح.
[تفسير سورة إبراهيم من آية 48 إلى آية 52] * (يوم تبدل الأرض غير الأرض) * تبدل أرض الطبيعة بأرض النفس عند الوصول إلى مقام القلب وسماء القلب بسماء السر وكذا تبدل أرض النفس بأرض القلب وسماء السر بسماء الروح، وكذا كل مقام يعبره السالك يبدل ما فوقه وما تحته كتبدل سماء التوكل في توحيد الأفعال بسماء الرضا في توحيد الصفات، ثم سماء الرضا بسماء التوحيد عند كشف الذات ثم يطوى الكل * (وبرزوا لله الواحد) * الذي لا موجود غيره * (القهار) * الذي يفنى كل ما عداه بتجليه * (وترى المجرمين) * المحتجبين بصفات النفوس وهيئات الرذائل * (مقرنين) * في أماكنهم من سجين الطبيعة وهاوية هوى النفس بقيود علائق الطبيعيات وأرسان محبات السفليات * (سرابيلهم من قطران) * لاستيلاء سواد الهيئات المظلمة من تعلقات الجواهر الغاسقة عليها * (وتغشى وجوههم) * نار القهر والإذلال والاحتجاب عن لذة الكمال، وفيه سر آخر لا ينكشف إلا لأهل القيامة ممن شاهد البعث والنشور، والله أعلم.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»