تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٧١
أهل الجنة والنار عند قضاء الأمر الإلهي بنجاة السعداء وهلاك الأشقياء.
* (وقال الشيطان) * ظهر سلطان الحق على شيطان الوهم وتنور بنوره، فأسلم وأطاع وصار محقا عالما بأن الحجة لله في دعوته للخلق إلى الحق لا له، ودعوته إلى الباطل بتسويل الحطام وتزيين الحياة الدنيا عليهم واهية فارغة عن الحجة، وأقر بأن وعده تعالى بالبقاء بعد خراب البدن والثواب والعقاب عند البعث حق قد وفى به.
ووعدي بأن ليس إلا الحياة الدنيا باطل اختلقته. فاستحقاق اللوم ليس إلا لمن قبل الدعوة الخالية عن الحجة فاستجاب لها وأعرض عن الدعوة المقرونة بالبرهان فلم يستجب لها * (فلا تلوموني ولوموا أنفسكم) *.
[تفسير سورة إبراهيم من آية 24 إلى آية 27] * (كلمة طيبة) * أي: نفسا طيبة، كما مر في تسمية عيسى عليه السلام (كلمة).
* (كشجرة طيبة) * كما شبهها بالزيتونة في القرآن وبالنخلة في الحديث * (أصلها ثابت) * بالاطمئنان وثبات الاعتقاد بالبرهان * (وفرعها في) * سماء الروح * (تؤتي أكلها) * من ثمرات المعارف والحكم والحقائق * (كل) * وقت * (بإذن ربها) * بتسهيله وتيسيره بتوفيق الأسباب وتهيئتها * (ومثل) * نفس * (خبيثة كشجرة خبيثة) * مثل الحنظلة أو الشرجط * (اجتثت من فوق الأرض) * استؤصلت للطيش الذي فيها وتشوش الاعتقاد وعدم القرار على شيء. * (يثبت الله الذين آمنوا) * الإيمان اليقيني بالبرهان الحقيقي * (في الحياة) * الحسية لاستقامتهم في الشريعة وسلوكهم في تحصيل المعاش طريق الفضيلة والعدالة * (وفي الآخرة) * أي: الحياة الروحانية لاهتدائهم بنور الحق في الطريقة وكونهم في تحصيل المعارف على بصيرة من الله وبينة من ربهم * (ويضل الله الظالمين) * في الحياتين لنقص استعداداتهم بحظوظ صفات النفس وبقائهم في الحيرة للاحتجاب عن نور الحق.
[تفسير سورة إبراهيم من آية 28 إلى آية 31]
(٣٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 ... » »»