تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٢٨
* (ويا قوم هذه ناقة الله) * قد مر تأويل الناقة، وأما إنجاء صالح ومن معه على التأويل المذكور فكإنجاء عيسى عليه السلام من الصلب كما جاء في قوله تعالى: * (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) * [النساء، الآية: 157]، وفي قوله: * (وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه) * [النساء، الآيات: 157 - 158]. وكإنجاء مؤمن آل فرعون على ما أشار إليه بقوله تعالى: * (فوقاه الله سيئات ما مكروا) * [غافر، الآية: 45].
[تفسير سورة هود من آية 69 إلى آية 83] * (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى) * إلى آخره، إن للنفوس الشريفة الإنسانية اتصالات بالمبادئ المجردة العالية والأرواح المقدسة الفلكية من الأنوار القاهرة العقلية والنفوس المدبرة السماوية واختلاطات بالملأ الأعلى من أهل الجبروت وانخراطات في سلك الملكوت. ولكل نفس بحسب فطرتها مبدأ يناسبها من عالم الجبروت ومدبر يربها من عالم الملكوت تستمد من الأول فيض العلم والنور، ومن الثاني مدد القوة والعمل كما أشار إليه قوله: * (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (21)) * [ق، الآية: 21] ومقر أصلي تأوي إليه من جناب اللاهوت إن تجردت، كما قال عليه صلى الله عليه وسلم:
' أرواح الشهداء تأوي إلى قناديل من نور معلقة تحت العرش '، وكلما انجذبت إلى الجهة السفلية بالميل إلى اللذات الطبيعية احتجبت بغشاوتها عن ذلك الجناب وانقطع
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»