تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٢٩
المستعدين الروحانيين من أسباط يعقوب الروح * (أني قد جئتكم بآية من ربكم) * تدل على أني آتيكم من عنده * (أني أخلق لكم) * بالتربية والتزكية والحكمة العملية من طين نفوس المستعدين الناقصين * (كهيئة الطير) * الطائر إلى جناب القدس من شدة الشوق * (فأنفخ فيه) * من نفث العلم الإلهي ونفس الحياة الحقيقية بتأثير الصحبة والتربية * (فيكون طيرا) * أي: نفسا حية طائرة بجناح الشوق والهمة إلى جناب الحق * (وأبرئ الأكمه) * المحجوب عن نور الحق الذي لم تنفتح عين بصيرته قط ولم تبصر شمس وجه الحق ولا نوره ولم يعرف أهله بكحل نور الهداية * (والأبرص) * المعيوب نفسه بمرض الرذائل والعقائد الفاسدة ومحبة الدنيا ولوث الشهوات بطب النفوس * (وأحيي) * موتى الجهل بحياة العلم * (بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون) * تتناولون من مباشرة الشهوات واللذات * (وما تدخرون في بيوتكم) * أي: في بيوت غيوبكم من الدواعي والنيات * (إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ومصدقا لما بين يدي من التوراة) * أي: من توراة علم الظاهر * (ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) * من أنوار الباطن * (وجئتكم بآية) * بدليل * (من ربكم) * هو التوحيد الذي لم يخالفني فيه نبي قط * (فاتقوا الله) * في مخالفتي، فإني على الحق * (وأطيعون) * في دعوتكم إلى التوحيد.
[تفسير سورة آل عمران من آية 52 إلى آية 55] * (فلما أحس عيسى) * القلب من القوى النفسانية * (الكفر) * الاحتجاب والإنكار والمخالفة * (قال من أنصاري إلى الله) * أي: اقتضى من القوة الروحانية نصرته عليهم في التوجه إلى الله * (قال الحواريون) * أي: صفوته وخالصته من الروحانيات المذكورة * (نحن أنصار الله آمنا بالله) * بالاستدلال وبالتنور بنور الروح * (واشهد بأنا مسلمون) * مذعنون منقادون * (ربنا آمنا بما أنزلت) * من علم التوحيد وفيض النور * (واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) * الحاضرين لك، المراقبين لأمرك، أو من الشاهدين على وحدانيتك.
* (ومكروا) * أي: الأوهام والخيالات في اغتيال القلب وإهلاكه بأنواع التسويلات * (ومكر الله) * بتغليب الحجج العقلية، والبراهين القاطعة عن تخيلاتها وتشكيكاتها ورفع عيسى القلب إلى سماء الروح، وألقى شبهه على النفس ليقع اغتيالهم * (والله خير
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»