المحققين وقد ذهب قوم إلى أن ظاهر اللفظ يعطي أنه إن زاد على السبعين رجى لهم الغفران ثم نسخت بقوله: * (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) * فروى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما * (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم) * نسخت بقوله: * (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) *.
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ قال: أبنا أبو طاهر الباقلاوي قال: أبنا أبو علي بن شاذان قال: أبنا عبد الرحمن بن الحسن قال: بنا إبراهيم بن الحسين قال: بنا آدم قال: بنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: لما نزلت * (إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سأزيدن على سبعين مرة " فأنزل الله تعالى في سورة المنافقين * (لن يغفر الله لهم عزما) * وقد حكى أبو جعفر النحاس أن بعض العلماء قال: فنسخت بقوله: * (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا) *.
قلت: والصحيح إحكام الآية على ما سبق.
ذكر الآية التاسعة:
قوله تعالى: * (ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله) * قد ذهب طائفة من المفسرين إلى أن هذه الآية اقتضت أنه لا يجوز لأحد أن يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا كان في أول الأمر ثم نسخ ذلك بقوله:
* (وما كان المؤمنون لينفروا كافة) * قال أبو سليمان الدمشقي: لكل آية وجهها وليس للنسخ على إحدى الآيتين طريق وهذا هو الصحيح على ما بينا في الآية الخامسة.