أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٦
ونحوه روى وهب عن مالك قال قلت لمالك هو جلاؤهم عن دارهم فقال لي الحشر يوم القيامة حشر اليهود قال وإجلاء رسول الله اليهود إلى خيبر حين سئلوا عن ذلك المال فكتموه فاستحلهم بذلك قال ابن العربي للحشر أول ووسط وآخر فالأول إجلاء بني النضير والأوسط إجلاء خيبر والآخر حشر القيامة الذي ذكره مالك وأشار إلى أوله وآخره المسألة الثالثة في وقتها قال الزهري عن عروة كانت بعد بدر بستة أشهر وقال ابن إسحاق والواقدي كانت بعد أحد وبعد بئر معونة وكانت على يدي عمرو بن أمية الضمري واختار البخاري أنها قبل أحد والصحيح أنها بعد ذلك وقد بينا ذلك في شرح الحديث المسألة الرابعة قوله تعالى (* (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) *)) وثقوا بحصونهم ولم يثقوا بالله لكفرهم فيسر الله منعتهم وأباح حوزتهم والحصن هو العدة والعصمة وقد قال بعض العرب (ولقد علمت على توقي الردى * أن الحصون الخيل لا مدن القرى) (يخرجن من خلل القتام عوابسا * كأنامل المقرور أقعى فاصطلى) ولقد أحسن بعض المتأخرين في إصابة المعنى فقال (وإن باشر الأصحاب فالبيض والقنا * قراه وأحواض المنايا مناهله) (وإن يبن حيطانا عليه فإنما * أولئك عقالاته لا معاقله) (وإلا فأعلمه بأنك ساخط * ودعه فإن الخوف لا شك قاتله)) الآية الثانية قوله تعالى (* (وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) *) من الآية 2
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»