أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢٠١
فكلموه في ذلك فدعاهم ودعاه وسألهم عن تفسير (* (إذا جاء نصر الله والفتح) *) فسكتوا فقال ابن عباس هو أجل رسول الله أعلمه الله إياه فقال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم وقد قال مالك إن الآية في مجلس النبي ومجالسنا هذه وإن الآية عامة في كل مجلس رواه عنه ابن القاسم وقال يحيى بن يحيى عنه إن قوله (* (يرفع الله الذين آمنوا) *) الصحابة (* (والذين أوتوا العلم درجات) *) يرفع الله بها العالم والطالب للحق والعموم أوقع في المسألة وأولى بمعنى الآية والله أعلم الآية الرابعة قوله تعالى (* (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم) *) الآية 12 فيها مسألتان المسألة الأولى روي عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت (* (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) *) قال لي النبي دينار قلت لا يطيقونه قال نصف دينار قلت لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت (* (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) *) قال فبي خفف الله عن هذه الأمة وهذا يدل على مسألتين حسنتين أصوليتين الأولى نسخ العبادة قبل فعلها الثانية النظر في المقدرات بالقياس خلافا لأبي حنيفة وقد بينا ذلك في موضعه
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»