أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٨
يرجوهم ومن وجوهه أنهم هدموا أموالهم بأيديهم ومن لم يعتبر بغيره اعتبر بنفسه ومن الأمثال الصحيحة السعيد من وعظ بغيره الآية الثالثة قوله تعالى (* (ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب) *) الآية 4 فيها مسألة واحدة يعني نقضوا العهد وتحقيقه أنهم صاروا في شق أي جهة ورسول الله في أخرى وذكر الله مع رسوله تشريف له وكان نقضهم العهد لخبر رواه جماعة منهم ابن القاسم عن مالك قال جاء رسول الله النضير يستعينهم في دية فقعد في ظل جدار فأرادوا أن يلقوا عليه رحى فأخبره الله عز وجل بذلك فقام وانصرف وبذلك استحلهم وأجلاهم إلى خيبر وصفية منهم سباها رسول الله بخيبر قال فرجع إليهم رسول الله وأجلاهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم والصفراء والبيضاء والحلقة والدنان ومسك الجمل فالصفراء والبيضاء الذهب والفضة والحلقة السلاح والدنان الفخار ومسك الجمل جلود يستقى فيها لماء بشعرها فقال لهم رسول الله حين رجع إليهم يا أخابث خلق الله يا إخوة الخنازير والقردة قال ابن وهب قال مالك فقالوا مه يا أبا القاسم فما كنت فحاشا وهذا دليل على أن إضمار الخيانة نقض للعهد لأنه انعقد قولا فينتقض قولا والعقد إذا ارتبط بالقول انتقض بالقول وبالفعل وإذا ارتبط بالفعل لم ينتقض إلا بالفعل كالنكاح يرتبط بالقول وينحل بالقول وهو الطلاق وبالفعل
(٢٠٨)
مفاتيح البحث: خيبر (1)، الدية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»