أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٧
فيها أربع مسائل المسألة الأولى قوله تعالى (* (وقذف في قلوبهم الرعب) *)) ثبت في الصحيح أن النبي قال نصرت بالرعب مسيرة شهر فكيف لا ينصر به مسيرة ميل من المدينة إلى محلة بني النضير وهذه خصيصة لمحمد دون غيره المسألة الثانية قوله تعالى (* (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين) *) فيه خمسة أقوال الأول يخربون بأيديهم ينقض الموادعة وبأيدي المؤمنين بالمقاتلة قال الزهري الثاني بأيديهم في تركهم لها وبأيدي المؤمنين في إجلائهم عنها قاله أبو عمرو بن العلاء الثالث بأيديهم داخلها وأيدي المؤمنين خارجها قاله عكرمة الرابع كان المسلمون إذا هدموا بيتا من خارج الحصن هدموا بيوتهم يرمونهم منها الخامس كانوا يحملون ما يعجبهم فذلك خراب أيديهم وتحقيق هذه الأقوال أن التناول للإفساد إذا كان باليد كان حقيقة وإن كان ينقض العهد كان مجازا إلا أن قول الزهري في المجاز أمثل من قول أبي عمرو بن العلاء المسألة الثالثة زعم قوم أن من قرأها بالتشديد أراد هدمها ومن قرأها بالتخفيف أراد جلاءهم عنها وهذه دعوى لا يعضدها لغة ولا حقيقة والتضعيف بديل الهمزة في الأفعال المسألة الرابعة قوله تعالى (* (فاعتبروا يا أولي الأبصار) *)) وهي كلمة أصولية قد بيناها في موضعها ومن وجوه الاعتبار أنهم اعتصموا بالحصون دون الله عز وجل فأنزلهم الله منها ومن وجوهه أنه سلط عليهم من كان
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»