كنت قرأته لقد وجدته أما قرأت (* (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *) قالت بلى قال فإنه قد نهى عنه وذكر الحديث الآية الثامنة قوله تعالى (* (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) *) الآية 9 فيها سبع مسائل المسألة الأولى قال الخلق بأجمعهم يريد بذلك الأنصار الذين آووا رسول الله حين طرد ونصروه حين خذل فلا مثل لهم ولا لأجرهم المسألة الثانية قال ابن وهب سمعت مالكا وهو يذكر فضل المدينة على غيرها من الآفاق فقال إن المدينة تبوئت بالإيمان والهجرة وإن غيرها من القرى افتتحت بالسيف ثم قرأ الآية (* (والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم) *) الآية وقد بينا فضل المدينة على كل بقعة في كتاب الإنصاف ولا معنى لإعادته بيد أن القارئ ربما تعلقت نفسه بنكتة كافية في ذلك مغنية عن التطويل فيقال له إن أردت الوقوف على الحقيقة في ذلك فاتل مناقب مكة إلى آخرها فإذا استوفيتها قل إن النبي قال في الصحيح اللهم إن إبراهيم حرم مكة وأنا أحرم المدينة بمثل ما حرم به إبراهيم مكة ومثله معه فقد جعل حرمة المدينة ضعفي حرمة مكة وقال عمر في وصيته أوصي الخليفة بالمهاجرين وبالأنصار الأولين أن يعرف لهم
(٢١٧)