لك ما وعدك حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك مغلبا جانب الرجاء في نفوذ الوعد قال القاضي ليس يحتاج في هذه الآية إلى اختلاف القراءة بين يأتون ويؤتون فإن قوله يؤتون يعطى الأمرين تقول العرب آتيت من نفسي القبول وآتيت منها الإنابة تريد أعطيت القياد من نفسي يعني إذا أطاع وأعطيت العناد من نفسي يعني إذا عصى فمعناه يؤتون ما أتوا من طاعة أو من معصية ولكن ظاهر الآية وسياق الكلام يقتضي أنه يؤتى الطاعة لأنه وصفهم بالخشية لربهم والإيمان بآياته وتنزيهه عن الشرك وخوفهم عدم القبول منهم عند لقائه لهم فلا جرم من كان بهذه الصفة يسارع في الخيرات وأما من كان على العصيان متماديا في الخلاف مستمرا فكيف يوصف بأنه يسارع في الخيرات أو بالخشية لربه وغير ذلك من الصفات المتقدمة فيه أما إن الذي يأتي المعصية على ثلاثة أقسام أحدها الذي يأتيها ويخاف العذاب فهذا هو المذنب والذي يأتيها آمنا من عذاب الله من جهة غلبة الرجاء عليه فهو المغرور والمغرور في حزب الشيطان وإن أتاها شاكا في العذاب فهو ملحد لا مغفرة له ولأجل إشكال قوله (* (يؤتون ما آتوا) *) قال بعضهم يعني به إنفاق الزكاة لأنه لم يظهر إليه صلاحية لفظ العطاء إلا في المال وقد بينا أن لفظ العطاء ينطلق في كل معنى مال وغيره وفي كل طاعة ومعصية واتضحت الآية والله أعلم المسألة الرابعة قوله (* (أولئك يسارعون في الخيرات) *)) هذا دليل على أن المبادرة إلى الأعمال الصالحة من صلاة في أول الوقت وغير
(٣٢٤)