المسألة الأولى للعلماء فيها ثلاثة أقوال الأول ادفع بالإغضاء والصفح إساءة المسئ الثاني ادفع المنكر بالموعظة الحسنة الثالث ادفع سيئتك بالحسنة بعدها المسألة الثانية معنى هذه الآية قريب من معنى (* (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) *) فصلت 34 إلا أن هذه خاصة في العفو والتي شرحنا الكلام فيها هاهنا عامة فيه وفي غيره حسبما سطرناه آنفا وهي مخصوصة في الكفار بالانتقام منهم باقية في المؤمنين على عمومها فأما قولهم ادفع سيئتك بالحسنة بعدها فيشير إلى الغفلة وحسنتها الذكر كما قال في حديث الأغر المزني أنه قال إنه ليغان على قلبي فاستغفر الله في اليوم سبعين مرة وفي كتاب مسلم عن النبي إني لأتوب إلى الله في اليوم مائة مرة وقالت الصوفية إنه يدخل فيه ادفع حظ الدنيا إذا زحم حظ الآخرة بحظ الآخرة وحدها قال لي شيخنا أبو بكر الفهري متى اجتمع لك أمران أحدهما للدنيا والآخر لله فقدم مالله فإنهما يحصلان لك جميعا وإن قدمت الدنيا ربما فاتا معا وربما حصل حظ الدنيا ولم يبارك لك فيه
(٣٢٩)