والذي شاهدت عليه الناس ورأيتهم يعينونها تعيين تواتر دمشق ففي سفح الجبل في غربي دمشق مائلا إلى جوفها موضع مرتفع تتشقق منه الأنهار العظيمة وفيها الفواكه البديعة من كل نوع وقد اتخذ بها مسجد يقصد إليه ويتعبد فيه أما أنه قد قدمنا أن مولد عيسى كان ببيت لحم لا خلاف فيه وفيه رأيت الجذع كما تقدم ولكنها لما خرجت بابنها اختلفت الرواة هل أخذت به غربا إلى مصر أم أخذت به شرقا إلى دمشق فالله أعلم المسألة الثالثة قوله (* (ذات قرار ومعين) *)) فيه قولان أحدهما أرض منبسطة وباحة واسعة الثاني ذات شيء يستقر فيه من قوت وماء وذلك كله محتمل وقوله (* (ومعين) *) وهي المسألة الرابعة قوله (* (ومعين) *)) يريد به الماء وهو مفعل بمعنى مفعول ويقال معن الماء وأمعن إذا سال فيكون فعيل بمعنى فاعل قال عبيد (واهية أو معين ممعن * أو هضبة دونها لهوب) وفيها أقوال لا يتعلق بها حكم الآية الثامنة قوله تعالى (* (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) *) الآية 51 قد تقدم ذكر الطيب وتفسيره بالحلال وكذلك فسره مالك في رواية أبي بكر ابن عبد العزيز العمري عنه وقد روى مالك عن عثمان أنه قال في خطبته وعليكم من المطاعم بما طاب منها وقد روى أبو هريرة أن النبي قال يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال (* (يا أيها) *
(٣٢١)