أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ١٧٩
فإن قال لأنه لم يرد قلنا له قد ورد من كل طريق على لسان كل فريق منهم أبو ذر؛ قال أنس قال أبو ذر قال رسول الله ' فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما انتهينا إلى سماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا؟ قال هذا جبريل قال هل معك أحد؟ قال نعم معي محمد فقال أرسل إليه؟ فقال نعم فلما فتح علونا السماء الدنيا فإذا رجل على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت يا جبريل من هذا؟ قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر عن شماله بكى ثم عرج بي إلى السماء الدنيا الثانية فقال لخازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال له الأول ففتح قال أنس فذكر أنه وجد في السماء آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنه ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة قال أنس فلما مر النبي مع جبريل بإدريس فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت من هذا؟ قال هذا إدريس ثم مررت بموسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا؟ قال موسى ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت من هذا؟ قال عيسى ثم مررت بإبراهيم فقال مرحبا بالنبي الصلاح والابن الصالح قلت من هذا؟ قال إبراهيم ' قال ابن شهاب فأخبرني ابن حزم أن ابن عباس وأبا حبة الأنصاري كانا يقولان قال النبي ' ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام '
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»