أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ١٦٨
إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا فقال أتدري ما الأمة القانت؟ قلت الله أعلم قال الأمة الذي يعلم الخير والقانت لله المطيع لله ولرسوله وكذلك كان معاذ بن جبل يعلم الخير وكان مطيعا لله ولرسوله المسألة الثانية الحنيف المخلص وكان إبراهيم قائما لله بحقه صغيرا وكبيرا آتاه الله رشده كما أخبر عنه فنصح له وكسر الأصنام وباين قومه بالعداوة ودعا إلى عبادة ربه ولم تأخذه في الله لومة لائم؛ فأعطاه الله ألا يبعث نبيا بعده إلا من ذريته وأعطاه الله ألا يسافر في الأرض فتخطر سارة بقلبه إلا هتك الله بينه وبينها الحجاب فيراها وكان أول من اختتن وأقام مناسك الحج وضحى وعمل بالسنن نحو قص الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة وأعطاه الله الذكر الجميل في الدنيا فاتفقت الأمم عليه ولم ينقص ما أعطي في الدنيا من حظه في الآخرة وأوحي إلى محمد وأمته أن اتبع ملة إبراهيم فإنه كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين فعلى كل عبد أن يطيع الله ويعلم الأمة فيكون في دين إبراهيم على الملة الآية الموفية عشرين قوله تعالى (* (إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) *) [الآية 124] فيها خمس مسائل المسألة الأولى المراد بالذين اختلفوا فيه اليهود والنصارى أي فرض تعظيم يوم السبت على الذين اختلفوا فيه؛ فقال بعضهم؛ هو أفضل الأيام؛ لأن الله فرغ من خلق الأشياء يوم الجمعة ثم سبت يوم السبت
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»