أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ١٥٣
كتان وهذه نعمة أنعم الله بها على الآدمي؛ فإنه خلقه عاريا ثم جعله بنعمته بعد ذلك كاسيا؛ وسائر الحيوانات سرابيلها جلودها أو ما يكون من صوف أو شعر أو وبر عليها؛ فشرف الآدمي بأن كسي من أجزاء سواه المسألة الرابعة قوله تعالى (* (وسرابيل تقيكم بأسكم) *)) يعني دروع الحرب؛ من الله بها على العباد عدة للجهاد وعونا على الأعداء وعلمها كما علم صنعة غيرها ولبسها النبي حين ظاهر يوم أحد بين درعين تقاة الجراحة وإن كان يطلب الشهادة كما يعد السيف والرمح والسهم للقتل بها لغيره والمدافعة بها عن نفسه ثم ينفذ الله ما شاء من حكمه وليس على العبد أن يطلب الشهادة بأن يستقتل مع الأعداء ولا بأن يستسلم للحتوف ولكنه يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ويأخذ حذره ويسأل الله الشهادة خالصا من قلبه ويعطيه الله بعد ما سبق في علمه وهذا معنى قوله (* (لعلكم تسلمون) *) بفتح التاء على [قراءة] من قرأها كذلك ومن قرأها بالضم فمعناه لعلكم تنقادون إلى طاعته شكرا على نعمه الآية الرابعة عشرة قوله تعالى (* (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) *) [الآية 9] فيها ست مسائل المسألة الأولى قوله تعالى (* (بالعدل) *)) وهو مع العالم وحقيقته التوسط بين طرفي النقيض وضده الجور؛ وذلك أن الباري خلق العالم مختلفا متضادا متقابلا مزدوجا وجعل العدل في اطراد الأمور بين ذلك على أن يكون الأمر جاريا فيه على الوسط في كل معنى فالعدل بين العبد وربه
(١٥٣)
مفاتيح البحث: القتل (2)، الشهادة (3)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»