أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ١٥٨
المسألة الثانية قلنا فائدته امتثال الأمر؛ وليس للشرعيات فائدة إلا القيام بحق الوفاء في امتثالها أمرا أو اجتنابها نهيا وقد قيل فائدتها الاستعاذة من وساوس الشيطان عند القراءة كما قال تعالى (* (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) *) [الحج 52]؛ يعني في تلاوته وقد بينا ذلك في جزء تنبيه الغبي على مقدار النبي المسألة الثالثة كان النبي إذا افتتح القراءة في الصلاة كبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ثم يقول لا إله إلا أنت ثلاثا ' ثم يقول ' الله أكبر كبيرا ثلاثا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه ' ثم يقرأ هكذا رواه أبو داود وغيره واللفظ له وعن أبي سعيد الخدري ' أن النبي كان يتعوذ في صلاته قبل القراءة ' وهذا نص في الرد على من يرى القراءة قبل الاستعاذة بمطلق ظاهر اللفظ وقال مالك لا يتعوذ في الفريضة ويتعوذ في النافلة وفي رواية في قيام رمضان وكان مالك يقول في خاصة نفسه ' سبحانك اللهم وبحمدك ' قبل القراءة في الصلاة وقد روى مسلم أن عمر بن الخطاب كان يجهر بذلك في الصلاة وحديث أبي هريرة صحيح متفق عليه قال ' كان رسول الله يسكت بين التكبير والقراءة إسكاتة ' فقلت يا رسول الله؛ إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول فيه؟ قال ' أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»