فإن قيل وهي المسألة الخامسة كيف أنزل الله تعالى الباطل والكفر قلنا كل خير أو شر أو طاعة أو معصية أو إيمان أو كفر منزل من عند الله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح ماذا فتح الليلة من الخزائن ماذا أنزل الله تعالى من الفتن أيقظوا صواحب الحجر رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة فأخبر عليه السلام عن نزول الفتن على الخلق المسألة السادسة فإن قيل وكيف نزل الكفر على الملكين وهم يفعلون ما يؤمرون ويسبحون الليل والنهار لا يفترون فأنى يصح أن يتكلموا بالكفر ويعلموه قلنا هذا الذي أشكل على بعضهم حتى روي عن الحسن أنه قرأ الملكين بكسر اللام وروي أنه كان ببابل علجان وقد بلغ التغافل أو الغفلة ببعضهم حتى قال إنما هما داود وسليمان وتأول الآية (* (وما أنزل على الملكين) *) أي في أيامهما وقوله تعالى (* (وما يعلمان من أحد) *) يعني الشياطين وقد روى المفسرون عن نافع قال قال لي ابن عمر أطلعت الحمراء قلت طلعت قال لا مرحبا بها ولا أهلا وأراه لعنها قلت سبحان الله نجم مسخر مطيع تلعنه قال ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة عجت من معاصي بني آدم في الأرض فقالت يا رب كيف
(٤٥)