أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٤٤
لا يجوز عليه وأنه لم يكن سحرا أما لو علم أنها سحر فحقها أن تحرق أو تغرق ولا تبقى عرضة للنقل والعمل المسألة الثالثة قوله تعالى (* (واتبعوا) *) قيل يهود زمان سليمان وقيل يهود زماننا واللفظ فيهم عام ولجميعهم محتمل وقد كان الكل منهم متبعا لهذا الباطل المسألة الرابعة قوله تعالى (* (ما تتلوا الشياطين) *) اختلف الناس في حرف ما فمنهم من قال إنه نفي ومنهم من قال إنه مفعول وهو الصحيح ولا وجه لقول من يقول إنه نفي لا في نظام الكلام ولا في صحة المعنى ولا يتعلق من كونه مفعولا سياق الكلام بمحال عقلا ولا يمتنع شرعا وتقريره واتبع اليهود ما تلته الشياطين من السحر على ملك سليمان أي نسبته إليه وأخبرت به عنه كقوله تعالى (* (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) *) [الحج 52] أي إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته ما لم يلقه النبي يحاكيه ويلبس على السامعين به حسبما بيناه وما كفر سليمان قط ولا سحر ولكن الشياطين كفروا بسحرهم وأنهم يعلمونه الناس ومعتقد الكفر كافر وقائله كافر ومعلمه كافر ويعلمون الناس ما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ومما كان الملكان يعلمان أحدا حتى يقولا (* (إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) *)
(٤٤)
مفاتيح البحث: بابل (1)، الحج (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»