المسألة الخامسة قوله تعالى (* (لله) *)) الأعمال كلها لله خلق وتقدير وعلم وإرادة ومصدر ومورد وتصريف وتكليف وفائدة هذا التخصيص أن العرب كانت تقصد الحج للاجتماع والتظاهر والتناضل والتنافر والتفاخر وقضاء الحوائج وحضور الأسواق وليس لله فيه حظ يقصد ولا قربة تعتقد فأمر الله سبحانه بالقصد إليه لأداء فرضه وقضاء حقه ثم سامح في التجارة على ما يأتي بيانه إن شاء الله المسألة السادسة قوله (* (الحج والعمرة) *)) روي عن ابن عباس أنه قرأ والعمرة بالرفع للهاء وحكى قوم أنه إنما فر من فرض العمرة وهذا لا يصح من وجهين أحدهما أن القراءة ينبني عليها المذهب ولا يقرأ بحكم المذهب الثاني أنا قد بينا أن النصب لا يقتضي ابتداء الفرض فلا معنى لقراءة الرفع إلا على رأي من يقول يقرأ بكل لغة وقد بينا ذلك في موضعه من القسم الأول من علوم القرآن المسألة السابعة قوله تعالى (* (فإن أحصرتم) *)) هذه آية مشكلة عضلة من العضل فيها قولان أحدهما منعتم بأي عذر كان قاله مجاهد وقتادة وأبو حنيفة الثاني منعتم بالعدو خاصة قاله ابن عمر وابن عباس وأنس والشافعي وهو اختيار علمائنا ورأي أكثر أهل اللغة ومحصليها على أن أحصر عرض للمرض وحصر نزل به الحصر
(١٧٠)