أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٥٤
يا محمد إني مسلم قال لو كنت قلت ذلك وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ففداه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين من المسلمين وأمسك الناقة لنفسه الآية الثانية والأربعون قوله تعالى (* (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين) *) [الآية 193] فيها أربع مسائل المسألة الأولى قوله تعالى (* (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة) *)) يعني كفر بدليل قوله تعالى (* (والفتنة أشد من القتل) *) [البقرة 191] يعني الكفر فإذا كفروا في المسجد الحرام وعبدوا فيه الأصنام وعذبوا فيه أهل الإسلام ليردوهم عن دينهم فكل ذلك فتنة فإن الفتنة في أصل اللغة الابتلاء والاختبار وإنما سمي الكفر فتنة لأن مآل الابتلاء كان إليه فلا تنكروا قتلهم وقتالهم فما فعلوا من الكفر أشد مما عابوه المسألة الثانية قوله تعالى (* (ويكون الدين لله) *)) قال النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله فإن لم يفعلوا قوتلوا وهم الظالمون لا عدوان إلا عليهم
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»