تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٤
سورة الطلاق مدنية وهي اثنتا عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم * (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء) * خص النبي صلى الله عليه وسلم بالنداء وعم بالخطاب لأن النبي إمام أمته وقدوتهم كما يقال لرئيس القوم يا فلان افعلوا كذا ظهار لتقدمه واعتبارا لترؤسه وانه قدوة قومنه فكان هو وحده في حكم كلهم وسادا مسد جميعهم وقيل التقدير يا أيها النبي والمؤمنون ومعنى إذا طلقتم النساء إذا أردتم تطليقهن وهممتم به على تنزيل المقبل على الأسر المشراف له منزلة الشارع فيه كقوله عليه السلام من قتل قتيلا فله سلبه ومنه كان الماشي إلى الصلاة والمنتظر لها في حكم المصلي * (فطلقوهن لعدتهن) * فطلقوهن مستقبلات لعدتهن وفي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبل عدتهن وإذا طلقت المرأة فيالطهر المتقدم للقرء الأول من أقرائها فقد طلقت مستقبلة لعدتها والمراد ان تطلق المدخول بهن من المعتدات بالحيض في طهر لم يجامعن فيه ثم يخلين حتى تنقضي عدتهه وهذا أحسن الطلاق * (وأحصوا العدة) * واضبطوها بالحفظ وأكملوها ثلاثة أقراء مستقبلات كوامل لانقصان فيهن وخوطب الأزواج لغفلة النساء * (واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن) * حتى تنقضي عدتهن * (من بيوتهن) * من مساكنهن التي يسكنها قبل العدة وهي بيوت الأزواج وأضيف إليهن لاختصاصها بهن من حيث المسكن وفيه دليل على أن السكنى واجبة وان الحنث بدخول دار يسكنها فلان بغير سلك ثابت فيما إذا حلف لا يدخل داره ومعنى الاخراج ان لا يخرجهن البعولة غضبا عليهم وكراهة لمسا كنتهن أو لحاجة الا المساكن وان لا يأذنوا الهن في الخروج إذا طلبن ذلك إيذانا بأن اذنهم لا أثر له في رفع الحظر * (ولا يخرجن) * بأنفسهن ان أردن ذلك * (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) * قيل هي الزنا أي إلا أن يزنين فيخرجن لإقامة الحد عليهن وقيل خروجاه قبل انقضاء العدة فاحشة في نفسه * (وتلك حدود الله) * أي الأحكام المذكورة * (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري) * أيها المخاطب * (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) * بأن يقلب قلبه من بغضه إلى محبتها ومن الرغبة عنها إلى الرغبة فيها ومن عزيمة الطلاق إلى الندم إليه فيراجعها والمعنى فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة ولا تخرجوهن من بيوتهن لعلك تندمون فتراجعون * (فإذا بلغن أجلهن) * قاربن آخر العدة * (فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف) *
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»