تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٣
يعادون آباءهم ويقعونهم * (فاحذروهم) * الضمير للعدوا أي للأزواج والأولاد جميعا أي لما علمتم أن هؤلاء لا يخلون من عدو فكونوا منهم على حذر ولا تأمنوا غوائلهم وشرهم * (وأن تعفوا) * عنهما إذا اطلعتم منهم على عداوة ولم تقابلوهم بمثلها * (وتصفحوا) * تعرضوا عن التوبيخ * (وتغفروا) * تستروا ذنوبهم * (فإن الله غفور رحيم) * يغفر لكم ذنوبكم ويكفر عنمك سيئاتكم قيل إن ناسا أرادوا الهجرة عن مكة فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا تنطلقون وتضيعوننا فرقوا لهم ووقفوا فلما هاجروا بعد ذلك ورأو الذين سبقوهم قد فقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو * (أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * بلاء ومحنة لأنهم يوقعون في الاثم والعقوبة ولا بلاء أعظم منهما * (والله عنده أجر عظيم) * أي في الآخرة وذلك أعظم من مفعتكم بأموالكم وأولادكم ولم يدخل فيه من كما في العداوة لأن الكل لا يخلو ع نالفتنة وشغل القلب وقد يخلوا بعضهم عن العداوة * (فاتقوا الله ما استطعتم) * جهدكم ووسعكم قيل هو تفسير لقوله حق تقاته * (واسمعوا) * ما توعظون به * (وأطيعوا) * فيما تؤمرون وتنهون عنه * (وأنفقوا) * في الوجوه التي وجبت عليكم النفقة فيها * (خيرا لأنفسكم) * أي اتفاقا خيرا لأنفسكم وقال الكسائي يكن الاتفاق خيرا لأنفسكم والأصح تقديره ائتوا خيرا لأنفسكم من الأموال والأولاد وما أنتم عاكفون عليه من حب الشهوات وزخارف الدنيا * (ومن يوق شح نفسه) * أي البخل بالزكاة والصدقة الواجبة * (فأولئك هم المفلحون إن تقرضوا الله قرضا حسنا) * بنية وإخلاس وذكر القرض تلطف في الاستدعاء * (يضاعفه لكم) * يكتب لكم بالوحدة عشرا أو سبعمائة إلى ما شاء من الزيادة * (ويغفر لكم والله شكور) * يقبل القليل ويعطي الجزيل * (حليم) * يقيل الجليل من ذنب البخيل أو يضعف الصدقة لدافعها ولا يعجل العقبوة لمانعها * (عالم الغيب) * أي يعلم ما استتر من سرائر القلوب * (والشهادة) * أي ما انتشر من ظواهر الخطوب * (العزيز) * المعز باظهار السيوب * (الحكيم) * في الأخبار عن الغيبوب والله أعلم
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»