يريد الشغل بالدنيا عن الدين وقيل من يشتغل بثمير أمواله عن تدبير أحواله وبمرضاة أولاده عن إصلاح معاده * (فأولئك هم الخاسرون) * في تجارتهم حيث باعوا الباقي بالفاني * (وأنفقوا من ما رزقناكم) * من للتبعيض والمرد بالانفاق الواجب * (من قبل أن يأتي أحدكم الموت) * أي من أن يرى قبل دلائل الموت ويعاين ما ييأس معه من الامهال ويتعذر عليه الانفاق * (فيقول رب لولا أخرتني) * هلا أخرت موتي * (إلى أجل قريب) * إلى زمان قليل * (فأصدق) * فأتصدق وهو جواب لولا * (وأكن من الصالحين) * من المؤمنين والآية في المؤمنين وقيل في المنافقين وأكون أبو عمرو بالنصب عطفا على اللفظ والجزم على موضع فأصدق كأنه قيل إن أخرتني أصدق وأكن * (ولن يؤخر الله نفسا) * عن الموت * (إذا جاء أجلها) * المكتوب في اللوح المحفوظ * (والله خبير بما تعملون) * يعملون حماد ويحيى المعنى أنكم إذا علمتم أن تأخير الموت عو وقته مما لا سبيل اليه وانه هاجم لا محالة وان الله عليم بأعمالكم فمجاز عليها من منع أحب وغيره لم يبق إلا المسارعة إلى الخروج عن عهدة الواجب والاستعداد للقاء الله تعالى والله أعلم بالصواب سورة التغابن ثماني عشرة آية مختلف فيها بسم الله الرحمن الرحيم * (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) * قدم الظرفان ليدل بتقديمهما على اختصاص الملك والحمد لله عز وجل وذلك لأن الملك على الحقيقة له لأنه مبدئ كل شيء والقائم به وكذا الحمد لأن أصول النعم وفروعها منه وأما ملك غيره فتسليط منه واسترعاء وحمد غيره اعتداد بأن نعمة الله جرت على يده * (هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) * أي فمنكم آت بالكفر وفاعل له ومنكم آت بالإيمان وفاعل له ويدل عليه قوله * (والله بما تعملون بصير) * أي عالم وبصير بكفركم وإيمانكم اللذين من عملكم والمعنى هو الذي تفضل عليكم بأصل
(٢٥٠)