تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٨
بالحجة والسيف أو بأحدهما * (إن الله قوي) * لا يمتنع عليه ما يريد * (عزيز) * غالب غير مغلوب * (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون) * هو مفعول ثان لتجد أو حال أو صفة لقوما نجد بمعنى تصادف على هذا * (من حاد الله) * خالفه وعاداه * (ورسوله) * أي من الممتع أن نجد قوما مؤمنين يوالون المشركون والمراد أنه لا ينبغي أن يكون ذلك وحقه أن يمتنع ولا يوجد بحال مبالغة في الزجر عن مجانبة أعداء الله ومباعدتهم والاحتراز عن مخالطتهم ومعاشرتهم وزاد ذلك تأكيد وتشديد بقوله * (ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) * وبقوله * (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان) * أي وأثبته فيها وبمقابلة قوله أولئك حزب الشيطان بقوله أولئك حزب الله * (وأيدهم بروح منه) * أي بكتاب أنزله فيه حياة لهم ويجوز أن يكون الضمير للايمان أي بروح من الايمان على أنه في نفسه روح لحياة القلوب به وعن الثوري أنه قال كانوا يرون أنها نزلت فيمن يصحب السلطان وعن عبد العزيز بن أبي رواد انه لقيه المنصور فلا عرفه هرب منه وتلاها وقال سهل من صحح ايمانه وأخاص توحيده فإنه لا يأنس بمبتدع ولا يجالسه ويظهر له من نفسه العداوة ومن داهن مبتدعا سلبه الله حلاوة السنن ومن أجاب مبتدعا لطلب عز الدنيا أو غناها أذله الله بذلك العزو أفقر بذلك الغنى ومن ضحك إلى مبتدع نزع الله نور الايمان من قلبه ومن لم يصدق فليجرب * (ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم) * بتوحيدهم الخالص وطاعتهم * (ورضوا عنه) * بثوابه الجسيم في الآخرة أو بما قضى عليهم في الدنيا * (أولئك حزب الله) * أنصار حقه ودعاة خلقه * (ألا إن حزب الله هم المفلحون) * الباقون في النعيم المقيم الفائزون بكل محبوب الآمنون من كل مرهوب سورة الحشر مدينة وهي اربع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم) * روى أن هذه السورة نزلت بأسرها في بني النضير وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة صالح بنو النضير رسول الله صلى الله عليه وسلم
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»