تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٨
* (ربنا عليك توكلنا) * متصل بما قبل الاستثناء وهو من جملة الأسوة الحسنة وقيل معناه قولوا ربنا فهو ابتداء أر من الله للمؤمنين بأن يقولوه * (وإليك أنبنا) * أقبلنا * (وإليك المصير) * المرجع * (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) * أي لا تسلطهم علينا فيفتنونا بعذاب * (واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم) * أي الغالب الحاكم * (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) * ثم كرر الحث على الاثتساء بإبراهيم عليه السلام وقومه تقريرا وتأكيدا عليهم وذا جاء به مصدرا بالقسم لأنه الغاية في التأكيد وأبدل من قوله لكم قوله لمن كان يرجو الله أي ثوابه أي يخشى الله وعقبه بقوله * (ومن يتول) * يعرض عن أمرنا ويوال الكفار * (فإن الله هو الغني) * عن الخلق * (الحميد) * المستحق للحمد فلم يترك نوعا من التأكيد إلا جاء به ولما أنزلت هذه الآيات وتشدد المؤمنون في عداوة آبائهم وأبنائهم وجميع أقربائهم من المشركين أطعمهم في تحول الحال إلى خلافه فقال * (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم) * أي من أهل مكة من أقربائكم * (مودة) * بان يوافقهم للايمان فلما يسر فتح مكة أظفرهم الله بأمنيتهم فأسمل قومهم وتم بينهم التحاب وعسى وعد من الله على عادات الملوك حيث يقولون في بعض الحوائج عسى أو لعل فلا تبقى شبهة للمحتاج في تمام ذلك وأريد به إطماع المؤمنين * (والله قدير) * على تقليب القلوب وتحويل الأحوال وتسهيل أسباب المودة * (والله غفور رحيم) * لمن أسلم من المشركين * (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم) * تكرموهم وتحسنوا إليهم قولا وفعلا ومحل أن تبرهم جر على البدل من الذين لم يقاتلوكم وهو بدل اشتمال والتقدير عن بر الدين * (وتقسطوا إليهم) * وتقضوا إليهم بالقسط ولا تظلموهم وإذا نهى عن الظلم في حق المشرك فكيف في حق المسلم * (إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم) *
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»