تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٩١
السجدة (16 - 12)) حين موتها * (ولو ترى) * الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل أحد ولو امتناعية والجواب محذوف أي لرأيت أمرا عظيما * (إذ المجرمون) * هم الذين قالوا أئذا ضللنا في الأرض ولو وإذ للمضى وانما جاز ذلك لأن المترقب من الله بمنزله الموجود لا يقدر لنرى ما يتناوله كأنه قيل ولو تكون منك الرؤية وإذ ظرف له * (ناكسو رؤوسهم) * من الذل والحياء والندم * (عند ربهم) * عند حساب ربهم ويوقف عليه لحق الحذف إذ التقدير يقولون * (ربنا أبصرنا) * صدق وعدك ووعيدك وسمعنا منك تصديق رسلك أو كنا عميا وصما فأبصرناوسمعنا * (فارجعنا) * إلى الدنيا * (نعمل صالحا) * أي الإيمان والطاعة * (إنا موقنون) * بالبعث والحساب الآن * (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) * في الدنيا أي لو شئنا أعطينا كل نفس ما عندنا من اللطف الذي لو كان منهم اختيار ذلك لاهتدوا لكن لم نعطهم ذلك الطف لما علمنا منهم اختيار الكفر وإيثاره وهو حجة على المعتزلة فإن عندهم شاء الله أن يعطى كل نفس ما به اهتدت وقد أعطاها لكنها لم تهدوهم أولوا الآية بمشيئة الجبر وهو تأويل فاسد لما عرف في تبصر الأدلة * (ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) * ولكن وجب القول منى بما علمت أنه يكون منهم ما يستوجبون به جهنم وهو ما علم منهم أنهم يختارون الرد والتكذيب وفى تخصيص الإنس والجن إشارة إلى أنه عصم ملائكته عن عمل يستوجبون به جهنم * (فذوقوا) * العذاب * (بما نسيتم لقاء) * بما تركتم من علم لقاء * (يومكم هذا) * وهو الإيمان به * (إنا نسيناكم) * تركنا كم في العذاب كالمنسى * (وذوقوا عذاب الخلد) * أي العذاب الدائم للذي لا انقطاع له * (بما كنتم تعملون) * من الكفر والمعاصي * (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها) * أي وعظوا بها * (خروا سجدا) * سجدوا لله تواضعا وخشوعا وشكرا على ما رزقهم من الإسلام * (وسبحوا بحمد ربهم) * ونزهوا الله عما لا يليق به واثنوا عليه حامدين له * (وهم لا يستكبرون) * عن الإيمان به والسجود له * (تتجافى) * ترتفع وتتنحى * (جنوبهم عن المضاجع) * عن الفرش ومضاجع النوم قال سهل وهب لقوم هبة وهو ان أذن لهم في مناجاته وجعلهم من أهل وسيلته ثم مدحهم عليه
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»