تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٦
لقمان (29 - 27)) لا ينفد بقوله * (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) * والبحر بالنصب أبو عمرو ويعقوب عطفا على اسم أن وهو ما والرفع على محل أن ومعمولها أي ولو ثبت كون الأشجار أقلاما وثبت البحر ممدودا بسبعة ابحر أو على الابتداء والواو للحال على معنى ولو أن الأشجار أقلام في حال كون البحر ممدودا وقرئ يمده وكان مقتضى الكلام أن يقال ولو أن الشجر أقلام والبحر مداد لكن أعنى عن ذكر المداد قوله يمده لأنه من قولك مد الدواة وامدها جعل البحر الأعظم بمنزلة الدواة وجعل الأبحر السبعة مملوأة مدادا فهي نصب فيه مدادها أبدا صبالا ينقطع والمعنى ولو أن أشجار الأرض أقلام والبحر ممدودا بسبعة أبحر وكتبت بتلك الأقلام وبذلك المداد كلمات الله لما نفدت كلماته ونفدت الأقلام والمداد كقوله قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى فان قلت رعمت أن قوله والبحر يمده حال في أحد وجهي الرفع وليس فيه ضمير راجع إلى ذي الحال قلت هو كقولك جئت والجيش مصطف وما أشبه ذلك من الأحوال التي حكمها حكم الظروف وانما ذكر شجرة على التوحيد لأنه أريد تفصيل الشجر وتقصيها شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر ولا واحدة الا وقد بريت أقلاما وأوثر الكلمات وهى جمع قلة على الكلم وهى جمع كثيرة لأن معناه ان كلماته لا تفي بكتبتها البحار فكيف بكلمة * (أن الله عزيز) * لا يعجزه شيء * (حكيم) * لا يخرج من علمه وحكمته شيء فلا تنفد كلماته وحكمه * (ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) * الا كخلق نفس واحدة وبعث نفس واحدة فحذف للعلم به أي سواء في قدرته القليل والكثير فلا يشغله شأن عن شأن * (إن الله سميع) * لقول المشركين انه لا بعث * (بصير) * بأعمالهم فيجازنهم * (ألم تر أن الله يولج الليل في النهار) * يدخل ظلمة الليل في ضوء النهار إذا أقبل الليل * (ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر) * لمنافع العباد * (كل) * أي كل واحد من الشمس والقمر * (يجري) * في فلكه ويقطعه * (إلى أجل مسمى) * إلى يوم القيامة أو إلى وقت معلوم الشمس إلى آخر السنة والقمر إلى آخر الشهر * (وأن الله بما تعملون خبير) * وبالياء عياش دل أيضا بتعاقب الليل والنهار وزيادتهما ونقصانهما وجرى النيرين
(٢٨٦)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»