تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٠
لقمان (6 - 1)) سورة لقمان مكية وهى ثلاث أو أربع وثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (ألم تلك آيات الكتاب الحكيم) * ذي الحكمة أو وصف بصفة الله عز وجل على الاسناد المجازي * (هدى ورحمة) * حالان من الآيات والعامل معنى الإشارة في تلك حمزة بالرفع على أن تلك مبتدأ وآيات الكتاب خبره وهدى خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف أو هو أي هدى ورحمة * (للمحسنين) * للذين يعملون الحسنات المذكورة في قوله * (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون) * ونظيره قول أوس الألمعي الذي يظن بك الظن كأن قد رأى وقد سمعا أو للذين يعملون جميع ما يحسن ثم خص منهم القائمين بهذه الثلاثة لفضلها * (أولئك على هدى) * مبتدأ وخبر * (من ربهم) * صفة لهدى * (وأولئك هم المفلحون) * عطف عليه * (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) * نزلت في النضر بن الحرث وكان يشترى اخبار الا كاسرة من فارس ويقول إن محمدا يقص طرفا من قصة عاد وثمود فانا أحدثكم بأحاديث الا كاسرة فيميلون إلى حديثه ويتركون استماع القرآن واللهو كل باطل الهى عن الخيروعما يعني ولهو الحديث نحو السمر بالأساطير التي لا أصل لها والغناء وكان ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما يحلفان أنه الغناء وقيل الغناء مفسدة للقلب منفذة للمال مسخطة للرب وعن النبي صلى الله عليه وسلم ما من رجل يرفع صوته بالغناء إلا بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب والاخر على هذا المنكب فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت والاشتراء من الشراء كما روى عن النضر أو من قوله اشتروا الكفر بالايمان أي استبدلوه منه واختاروه عليه أي يختارون حديث الباطل على حديث الحق وإضافة اللهو إلى الحديث للتبيين بمعنى من لأن اللهو يكون من الحديث ومن غيره فبين بالحديث والمراد بالحديث الحديث المنكر كما جاء في الحديث الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش أو للتبعيض كأنه قيل ومن الناس من يشتري بعض الحديث الذي هو اللهو منه * (ليضل) * اى ليصد الناس عن الدخول في الإسلام واستماع القرآن ليضل مكي وأبو عمرو أي
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»