تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٧
لقمان (33 - 30)) في فلكيهما على تقدير وحساب وباحاطته بجميع أعمال الخلق على عظم قدرته وكمال حكمته * (ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون) * بالياء عراقي في غير أبى بكر * (من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) * أي ذلك الوصف الذي وصف به من عجائب قدرته وحكمته التي يعجز عنها الاحياء القادرون العالمون فكيف بالجماد الذي يدعونه من دون الله إنما هو بسبب أنه هو الحق الثابت الإلهية وأن من دونه باطل الإلهية وأنه هو العلى الشأن الكبير السلطان * (ألم تر أن الفلك) * وقرئ الفلك وكل فعل يجوز فيه فعل كما يجوز في كل فعل فعل * (تجري في البحر بنعمة الله) * باحسانه ورحمته أو بالريح لأن الريح من نعم الله * (ليريكم من آياته) * عجائب قدرته في البحر إذا ركبتموها * (إن في ذلك لآيات لكل صبار) * على بلائه * (شكور) * لنعمائه وهما صفتا المؤمن فالايمان نصفان نصفه شكر ونصفه صبر فكأنه قال إن في ذلك لآيات لكل مؤمن * (وإذا غشيهم) * أي الكفار * (موج كالظلل) * الموج يرتفع فيعود مثل الظلل والظلة كل ما أظلك من جبل أو سحاب أو غيرهما * (دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد) * أي باق على الايمان والاخلاص الذي كان منه ولم يعد إلى الكفر أو مقتصد في الاخلاص الذي كان عليه في البحر يعنى أن ذلك الاخلاص الحادث عند الخوف لا يبقى لأحد قط والمقتصد قليل نادر * (وما يجحد بآياتنا) * أي بحقيقتها * (إلا كل ختار) * غدار والختر أقبح الغدر * (كفور) * لربه * (يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده) * لا يقضى عنه شيئا والمعنى لا يجزى فيه فحذف * (ولا مولود هو جاز عن والده شيئا) * وارد على طريق من التوكيد لم يرد عليه ما هو معطوف عليه لأن الجملة الاسمية آكد من الجملة الفعلية وقد انضم إلى ذلك قوله هو وقوله مولود والسبب في ذلك أن الخطاب للمؤمنين وعليهم قبض آباؤهم على الكفر فأريدهم أطماعهم أن ينفعوا آباءهم بالشفاعة في الآخرة ومعنى التأكد في لفظ المولود أن الواحد منهم لو شفع للأب الأدنى الذي ولد منه لم تقبل شفاعته فضلا أن يشفع لأجداده إذ الولد يقع على الولد وولد الولد بخلاف المولود فإنه لمن ولد منك كذ انى الكشاف * (إن وعد الله) * بالبعث والحساب والجزاء
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»