تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٢
السجدة (21 - 16)) فقال نتجافى جنوبهم عن المضاجع * (يدعون) * داعين * (ربهم) * عابدين له * (خوفا وطمعا) * مفعول له أي لأجل خوفهم من سخطه وطمعهم في رحمته وقم المتهجدون وعن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسيرها قيام العبد من الليل وعن ابن عطاء أبت جنوبهم أن تسكن على بساط الغفلة وطلبت بساط القرية يعنى صلاة الليل وعن أنس كان أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصلون من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء الأخيرة فنزلت فيهم وقيل هم الذين يصلون صلاة العتمة لا ينامون عنها * (ومما رزقناهم ينفقون) * في طاعة الله تعالى * (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم) * ما بمعنى الذي أخفى على حكاية النفس حمزة ويعقوب * (من قرة أعين) * أي لا يعلم أحد ما أعد لهؤلاء من الكرامة * (جزاء) * مصدر أي جوز واجزاء * (بما كانوا يعملون) * عن الحسن رضي الله عنه أخفى القوم أعمالا في الدنيا فاخفى الله لهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وفيه دليل على أن المراد الصلاة في جوف الليل ليكون الجزاء وفاقا ثم بين ان من كان في نور الطاعة والايمان لايستوى مع من هو في ظلمة الكفر والعصيان بقوله * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا) * أي كافرا وهما محمولان على لفظ من قوله * (لا يستوون) * على المعنى بدليل قوله * (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى) * هي نوع من الجنان تأوى إليها أرواح الشهداء وقيل هي عن يمين العرش * (نزلا بما كانوا يعملون) * عطاء بأعمالهم والنزل عطاء النازل ثم صار عاما * (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار) * أي ملجؤهم ومنزلهم * (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم) * أي تقول لهم خزنة النار * (ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) * وهذا دليل على أن المراد بالفاسق الكافر إذالتكذيب يقابل الايمان * (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى) * أي عذاب الدنيا من الأسر وما محنوا به من السنة سبع سنين * (دون العذاب الأكبر) * أي عذاب الآخرة أي نذيقهم عذاب الدنيا قبل أن يصلوا إلى الآخرة عن الدار انى العذاب الأدنى الخذلال والعذاب الأكبر الخلود في النيران وقيل العذاب الأدنى عذاب القبر * (لعلهم) * لعل المعذبين بالعذاب الأدنى * (يرجعون) * يتوبون عن الكفر * (ومن) *
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»