تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٩
السجدة (5 - 1)) سورة السجدة * (ألم تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) * سورة السجدة مكية وفى ثلاثون آية مدنى وكوفي وتسع وعشرون آية يصرى بسم الله الرحمن الرحيم * (ألم) * على أنها اسم السورة مبتدأ وخبره * (تنزيل الكتاب) * وإن حعلتها تعديدا للحروف ارتفع تنزيل بأنه خبر مبتدأ محذوف أو هو مبتدأ خبره * (لا ريب فيه) * أو يرتفع بالابتداء وخبره * (من رب العالمين) * ولا ريب فيه اعتراض لا محل له والضمير في فيه راجع إلى مضمون الجملة كأنه قال لا ريب في ذلك أي في كونه منزلا من رب العالمين لأنه معجز للبشر ومثله ابعد شيء من الريب ثم أضرب عن ذلك إلى قوله * (أم يقولون افتراه) * أي اختلقه محمد لأن أم هي المنقطعة الكائنة بمعنى بل والهمزة معناه بل أيقولون افتراه انكارا لقولهم وتعجبنا منهم لظهور أمره في عجز بلغئهم عن مثل ثلاث آيات منه * (بل هو الحق) * ثم اضرب عن الانكار إلى اثبات أنه الحق * (من ربك) * ولم يفتره محمد صلى الله عليه وسلم كما قالوا تعنتا وجهلا * (لتنذر قوما) * أي العرب * (ما أتاهم من نذير من قبلك) * ما للنفي والجملة صفة لقوما * (لعلهم يهتدون) * على الترجى من رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان لعله يتذكر على الترجى من موسى وهارون * (الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش) * استولى عليه باحداثه * (ما لكم من دونه) * من دون الله * (من ولي ولا شفيع) * أي إذا جاوزتم رضاه لم تجدوا لأنفسكم وليا أي ناصرا ينصركم ولا شفيعا يشفع لكم * (أفلا تتذكرون) * تتعظون بمواعظ الله * (يدبر الأمر) * أي أمر الدنيا * (من السماء إلى الأرض) * إلى أن تقوم الساعة * (ثم يعرج إليه) * ذلك الأمر كله أي يصير إليه ليحكم فيه * (في يوم كان مقداره ألف سنة) * وهو يوم القيامة * (مما تعدون) * من أيام الدنيا ولاتمسك للمشبهة بقوله إليه في إثبات الجهة لأن معناه إلى حيث يرضاه أو أمره كما لاتشبث لهم بقوله إني ذاهب إلى
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»