تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٨
الروم (55 - 51)) السحاب مصفرا لأن السحاب الأصفر لا يمطر واللام في لئن موطئة للقسم دخلت على حرف الشرط وسد مسد جوابي القسم والشرط * (لظلوا) * ومعناه ليظلن * (من بعده يكفرون) * أي من بعد اصفراره أو من بعد الاستبشار ذمتهم الله تعالى بأنه إذا حبس عنهم المطر قنطوا من رحمته وضربوا أذقانهم على صدورهم مبلسين فإذا أصابهم برحمته ورزقهم المطر استبشروا فإذا أرسل ريحا فضرب زروعهم بالصفار ضجوا وكفروا بنعمة الله فهم في جمع هذه الأحوال على الصفة المذمومة وكان عليهم أن يتوكلوا على الله وفضله فقنطوا وان يشكروا نعمته ويحمدوه عليها ففرحوا وان يصبروا على بلائه فكفروا * (فإنك لا تسمع الموتى) * أي موتى القلوب أو هؤلاء في حكم الموتى فلا تطمع أن يقبلوا منك * (ولا تسمع الصم الدعاء) * ولا يسمع الصم مكي * (إذا ولوا مدبرين) * فإن قلت الأصم لا يسمع مقبلا أو مدبرا فما فائدة هذا التخصيص قلت هو إذا كان مقبلا يفهم بالرمز والإشارة فإذا ولى لا يسمع ولا يفهم بالإشارة * (وما أنت بهادي العمي) * أي عمى القلوب وما أنت تهدى العمى حمزة * (عن ضلالتهم) * أي لا يمكنك أن تهدى الأعمى إلى طريق قد ضل عنه بإشارة منك له إليه * (إن تسمع) * ما نسمع * (إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون) * منقادون لأوامر الله تعالى * (الله الذي خلقكم من ضعف) * من النطف كقوله من ماء مهين * (ثم جعل من بعد ضعف قوة) * يعنى حال الشباب وبلوغ الأشد * (ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة) * يعنى حال الشيخوخة والهرم * (يخلق ما يشاء) * من ضعف وقوة وشباب وشيبة * (وهو العليم) * بأحوالهم * (القدير) * على تغييرهم وهذا الترديد في الأحوال أبين دليل على الصانع العليم القدير فتح الضاد في الكل عاصم وحمزة وضم غيرهما وهو اختيار حفص وهما لغتان والضم أقوى في القراءة لما روى عن ابن عمر قال قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ضعف فأقرأني من ضعف * (ويوم تقوم الساعة) * أي القيامة سميت بذلك لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدينا أو لأنها تقع بغية كما تقوم في ساعة لمن تستعجله وجرت علما لها كالنجم للثريا * (يقسم المجرمون) * يحلف الكافرون ولا وقف عليه لأن * (ما لبثوا) * في القبور أو في الدينا * (غير ساعة) * جواب القسم استقلوا مدة لبثهم في القبور أو في الدنيا لهول يوم
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»