تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٥
لقمان (26 - 20)) من خلقك والباطنة ما ستر من عيوبك * (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير) * نزلت في النضر بن الجرث وقد مر في الحج * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير) * معناه أيتبعونهم ولو كان الشيطان يدعوهم أي في حال دعاء الشيطان إياهم إلى العذاب * (ومن يسلم وجهه إلى الله) * عدى هنا بالى وفى بلى من أسلم وجهه لله باللام فمعناه مع اللام أنه جعل وجهه وهوذاته ونفسه سالما لله أي خالصا له ومعناه مع إلى أنه سلم إليه نفسه كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع اليه والمراد التوكل عليه والتفويض اليه * (وهو محسن) * فيما يعمل * (فقد استمسك) * تمسك وتعلق * (بالعروة) * هي ما يعلق به الشيء * (الوثقى) * تأنيث الا وثق مثل حال المتوكل بحال من أراد أن يتدلى من شاهق فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه * (وإلى الله عاقبة الأمور) * أي هي صائرة اليه فيجازى عليها * (ومن كفر) * ولم يسلم وجهه لله * (فلا يحزنك كفره) * من حزن يحزنك نافع من أحزن أي لا يهمنك كفر من كفر * (إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا) * فنعاقبهم على أعمالهم * (إن الله عليم بذات الصدور) * ان الله يعلم ما في صدور عباده فيفعل بهم على حسبه * (نمتعهم) * زمانا * (قليلا) * بدنياهم * (ثم نضطرهم) * نلجئهم * (إلى عذاب غليظ) * شديد شبه الزامهم التعذيب وارهاقهم إياه باضطرار المضطر إلى الشيء والغلظ مستعار من الاجرام الغيظة والمراد الشدة والثقل على العذب * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله) * الزام لهم على اقرارهم بأن الذي خلق السماوات والأرض هو الله وحده وأنه يجب ان يكون له الحمد والشكر وأن لا يعبد معه غيره ثم قال * (بل أكثرهم لا يعلمون) * أن ذلك يلزمهم وإذا نبهوا عليه لم يتنبهوا * (لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني) * عن حمد الحامدين * (الحميد) * المستحق للحمد وان لم يحمدوه قال المشركون ان هذا أي الوحي كلام سينفد فأعلم الله أن كلامه
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»