تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٢
لقمان (14 - 11)) استوجبوا عندكم العبادة * (بل الظالمون في ضلال مبين) * أضرب عن تبكيتهم إلى التسجيل عليهم بالتورط في ضلال ليس بعده ضلال * (ولقد آتينا لقمان الحكمة) * وهو لقمان بن باعوراء بن أخت أيوب أو ابن خالته وقيل كان من أولاد آزر وعاش ألف سنة وأدرك داود عليه السلام وأخذ منه العلم وكان يفتى قبل مبعث داود عليه السلام فلما بعث قطع الفتوى فقيل له فقال ألا أكتفى إذا كفيت وقيل كان خياطا وقيل نجارا وقيل راعيا وقيل كان قاضيا في بني إسرائيل وقال عكرمة والشعبي كان نبيا والجمهور على أنه كان حكيما ولم يكن نبيا وقيل خير بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة وهى الإصابة في القول والعمل وقيل تتلمذ لألف نبي وتتلمذ له ألف نبي وأن في * (أن اشكر لله) * مفسرة والمعنى أي اشكر لله لأن إيتاء الحكمة في معنى القول وقد نبه الله تعالى على أن الحكمة الأصلية والعلم الحقيقي هو العمل بهما وعبادة الله والشكر له حيث فسر إيتاء الحكمة بالحث على الشكر وقيل لا يكون الرجل حكيما حتى يكون حكيما في قوله وفعل ومعاشرته وصحبه وقال السرى السقطي الشكر أن لا نعصى الله بنعمه وقال الجنيد أن لا ترى معه شريكا في نعمة وقيل هو الاقرار بالعجز عن الشكر والحاصل أن شكرالقلب المعرفة وشكر اللسان الحمد وشكر الأركان الطاعة ورؤية العجز في الشكل دليل قبول الكل * (ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه) * لأن منفعته تعود إليه فهو يريد المزيد * (ومن كفر) * النعمة * (فإن الله غني) * غير محتاج إلى الشكر * (حميد) * حقيق بأن يحمدو ان لم يحمده أحد * (وإذ) * أي واذكر إذ * (قال لقمان لابنه) * أنعم أو اشكر * (وهو يعظه يا بني) * الاسكان مكي يا بنى حفض بفتحه في كل القرآن * (لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) * لأنه تسوية بين من لا نعمة الا وهى منه ومن لا نعمة له أصلا * (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن) * أي حملته تهن وهنا على وهن أي تضعف ضعفا فوق ضعف أي يتزايد ضعفها ويتضاعف لأن الحمل كلما ازداد أو عظم ازدادت ثقلا وضعفا * (وفصاله في عامين) * أي فطامة عن الرضاع لتمام عامين * (أن اشكر لي ولوالديك) * هو تفسير لو صينا أي وصيناه بشكرنا وبشكر والديه وقوله حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين اعتراض بين المفسر والمفسر لأنه لما وصى بالوالدين ذكر ما تكابده الام وتعانية من المشاق في حمله وفصاله هذه المدة الطويلة تذكيرا بحقها العظيم مفردا وعن ابن عيينة من صلى الصلوات الخمس فقد شكر الله ومن دعا للوالدين
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»