تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٣
لقمان (17 - 15)) في أدبار الصلوات الخمس فقد شكرهما * (إلي المصير) * أي مصيرك إلى وحسابك على * (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) * أراد بنفي العلم به نفيه أي لا تشرك بي ما ليس بشيء يريد الأصنام * (فلا تطعهما) * في الشرك * (وصاحبهما في الدنيا معروفا) * صفة مصدر محذوف أي صحابا معروفا حسنا بخلق جميل وحلم واحتمال بر وصلة * (واتبع سبيل من أناب إلي) * أي سبيل المؤمنين في دينك ولا تتبع سبيلهما فيه وإن كنت مأمورا بحسن مصاحبتهما في الدنيا وقال ابن عطاء صاحب من ترى عليه أنوار خدمتي * (ثم إلي مرجعكم) * أ ى مرجعك ومرجعهما * (فأنبئكم بما كنتم تعملون) * فأجازيك على إيمانك وأجازيهما على كفرهما وقد اعترض بهابين الآيتين على سيبل الاستطراد تأكيدا لما في وصية لقمان من النهى عن الشرك يعنى إنا وصيناه بوالديه وامرناه أن لا يطيعهما في الشرك وإن جهدا كل الجهد لقبحه * (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل) * بالرفع مدنى والضمير للقصة وأنث المثقال لإضافته إلى الحبة كما قال كما شرقت صدر القناة من الدم وكان تامة والباقون بالنصب والضمير للهيئة من الإساءة والإحسان أي إن كانت مثلا في الصغر كحبة خردل * (فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض) * أي فكانت مع صغرها في أخفى موضع وأحرزه كجوف الصخرة أو حيث كانت في العالم العلوي أو السفلى والأكثر على أنها التي تمليها الأرض وهى السجين بكتب فيها أعمال الفجار وليست من الأرض * (يأت بها الله) * يوم القيامة فيحاسب بها عاملها * (إن الله لطيف) * بتوصل علمه إلى كل خفى * (خبير) * عالم بكنهه أو لطيف باستخراجها خبير بمستقرها * (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك) * في ذات الله تعالى إذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر أو على ما أصابك من المحن فإنها تورث المنح * (إن ذلك) * الذي وصيتك به * (من عزم الأمور) * أي مما عومه الله من الأمور أي قطعه قطع إيجاب وإلزام أي أمر به أمرا حتما وهو من تسمية المفعول بالمصدر وأصله من معزومات الأمور أي مقطوعاتها
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»