تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٩
الروم (16 - 10)) أنفسهم حيث عملوا ما أوجب تدميرهم * (ثم كان عاقبة) * بالنصب شامي وكوفي * (الذين أساؤوا السوأى) * تأنيث الأسوأ وهو الأقبح كما أن الحسنى تأنيث الأحسن ومحلها رفع على أنها اسم كان عند من نصب عاقبة على الخبر ونصب عند من رفعها والمعنى انهم عوقبوا في الدنيا بالدمار ثم كانت عاقبتهم السوأى إلا أنه وضع الظهر وهو الذين أساءوا موضع المضمر أي العقوبة التي هي أسوأ العقوبا ت في الآخرة وهى النار التي أعدت للكافرين * (أن كذبوا) * لأن كذبوا أوبان وهو يدل على أن معنى أساءوا كفروا * (بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون) * يعنى ثم كان عاقبة الكافرين النار لتكذيبهم بآيات الله واستهزائهم بها * (الله يبدأ الخلق) * ينشئهم * (ثم يعيده) * يحييهم بعد الموت * (ثم إليه ترجعون) * وبالياء أبو عمرو وسهل * (ويوم تقوم الساعة يبلس) * يبأس ويتحير يقال ناظرته فابلس إذا لم ينبس ويئس من أن يحتج * (المجرمون) * المشركون * (ولم يكن لهم من شركائهم) * من الذين عبدوهم * (من دون الله) * وكتب شفعؤا في المصحف بواو قبل الألف كما كتب علمؤا بني إسرائيل وكذلك كتبت السوأى بالألف قبل الياء اثباتا للهمزة على صورة الحرف الذي منه حركتها * (وكانوا بشركائهم كافرين) * أي يكفرون بآلهتهم ويجحدونها أو وكانوا في الدينا كافرين بسببهم * (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون) * الضمير في يتفرقون للمسلمين والكافرين لدلالة ما بعده عليه حيث قال * (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة) * أي بستان وهى الجنة والتنكير لأبهام أمرها وتفخيمه * (يحبرون) * يسرون يقال حبره إذا سره سرورا تهلل له وجهه وظهر فيه اثره ثم اختلف فيه لاحتمال وجوه المسار فقيل يكرمون وقيل يحلون وقيل هو السماع في الجنة * (وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) * أي البعث * (فأولئك في العذاب محضرون) * مقيمون لا يغيبون عنه ولا يخفف عنهم كقوله وما هم بخارجين منها لما ذكر الوعد والوعيد أتبعه ذكر ما يوصل إلى الوعد وينجى من الوعيد فقال * (فسبحان الله) * والمراد بالتسبيح ظاهره الذي هو تنزيه الله من السوء والنثاء عليه بالخير في هذه
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»