الشعراء (56 - 49)) من أجل خلاف ظهر منكم * (ولأصلبنكم أجمعين) * كأنه أراد به ترهيب العامة لئلا يتبعوهم في الإيمان * (قالوا لا ضير) * لا ضرر وخبر لا محذوف أي في ذلك أو علينا * (إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا) * لأن كنا * (أول المؤمنين) * من أهل المشهد أو من رعية فرعون أرادوا لا ضرر علينا في ذلك بل لنا أعظم النفع لما يحصل لنا في الصبر عليه لوجه الله من تكفير الخطايا أو لا ضير علينا فيما تتوعدنا به أنه لا بد لنا من الانقلاب إلى ربنا بسبب من أسباب الموت والقتل أهون أسبابه وأرجاها أو لا ضير علينا في قتلك انك ان قتلتنا انقلبنا إلى ربنا انقلاب من يطمع في مغفرته ويرجو رحمته لما رزقنا من السبق إلى الإيمان * (وأوحينا إلى موسى أن أسر) * وبوصل الهمزة حجازي * (بعبادي) * بني إسرائيل سماهم عباده لايمانهم بنبيه أي سربهم ليلا وهذا بعد سنين من إيمان السحرة * (إنكم متبعون) * يتبعكم فرعون وقوله علل الأمر بالاسراء باتباع فرعون وجنوده آثارهم يعنى إني بنيت تدبير أمركم وأمرهم على أن تتقدموا ويتبعوكم حتى يدخلوا مدخلكم من طريق البحر فأهلكهم وروى أنه مات في تلك الليلة في كل بيت من بيوتهم ولد فاشتغلوا بموتاهم حتى خرج موسى بقومه وروى أن الله تعالى أوحى إلى موسى أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أبيات في بيت ثم اذبح الجداء واضربوا بدمائها على أبوابكم فإني سآمر الملائكة أن لا يدخلوا بيتا على بابه دم وسآمرهم بقتل أبكار القبط واخبزوا خبزا فطيرا فإنه أسرع لكم ثم أسر بعبادي حتى تنتهى إلى البحر فيأتيك أمرى * (فأرسل فرعون في المدائن حاشرين) * أي جامعين للناس بعنف فلما اجتمعوا قال * (إن هؤلاء لشرذمة قليلون) * والشرذمة الطائفة القليلة ذكرهم بالاسم الدال على القلة ثم جعلها قليلا بالوصف ثم جمع القليل فجمع كل حزب منهم قليلا واختار جمع السلامة الذي هو للقلة وأراد بالقلة الذلة لا قلة العدد أي انهم لقلتهم لا يبالي بهم ولا تتوقع غلبتهم وإنما استقل قوم موسى وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا لكثرة من معه فعن الضحاك كانوا سبعة آلاف ألف * (وإنهم لنا لغائظون) * أي انهم يفعلون أفعالا تغيظنا وتضيق صدورنا وهى خروجهم من مصرنا وحملهم علينا وقتلهم أبكارنا * (وإنا لجميع حاذرون) * شامي وكوفي وغيرهم حذرون فالحذر المتيقظ والحاذر الذي يجدد حذره وقيل المؤدى في السلاح وإنما يفعل ذلك حذرا واحتياطا لنفسه يعنى ونحن قوم من عادتنا التيقظ والحذر واستعمال الحزم في الأمور فإذا خرج علينا خارج سارعنا إلى حسم فساده وهذه معاذير اعتذر بها إلى أهل المدائن لئلا يظن به العجز
(١٨٦)