تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٨٤
الشعراء (39 - 30)) بي ذلك ولو جئتك * (بشيء مبين) * أي جائيا بالمعجزة * (قال فأت به) * بالذي يبين صدقك * (إن كنت من الصادقين) * ان لك بينة وجواب الشرط مقدر أي فأحضره * (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) * ظاهر الثعبانية لا شئ يشبه الثعبان كما تكون الأشياء المزورة بالشعوذة والسحر روى أن العصا ارتفعت في السماء قدر ميل ثم الخطت مقبلة إلى فرعون وجعلت تقول يا موسى مرني بما شئت ويقول فرعون أسألك بالذي أرسلك إلا أخذتها فأخذها فعادت عصا * (ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) * فيه دليل على أن بياضها كان شئ يجتمع النظارة على النظر اليه لخروجه عن العادة وكان بياضها نوريا روى أن فرعون لما أبصر الآية الأولى قال فهل غيرها فأخرج يده فقال لفرعون ما هذه قال فرعون يدك فأدخلها في إبطه ثم نزعها ولها شعاع يكاد يغشى الأبصار ويسد الأفق * (قال) * أي فرعون * (للملإ حوله) * هو منصوب نصبين نصب في اللفظ والعامل فيه ما يقدر في الظرف ونصب في المحل وهو النصب على الحال من الملا أي كائنين حوله والعامل فيه قال * (إن هذا لساحر عليم) * بالسحر ثم أغوى قومه على موسى بقوله * (يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا) * منصوب لأنه مفعول به من قولك أمرتك الخير * (تأمرون) * تشيرون في أمره من حبس أو قتل من المؤامرة وهى المشاورة أو من الأمر الذي هو ضد النهى لما تحير فرعون برؤية الآيتين وزل عنه ذكر دعوى الإلهية وحط عن منكبيه كبرياء الربوبية وارتعدت فرائضه خوفا طفق يؤامر قومه الذين هم بزعمه عبيده وهو إلههم أو جعلهم آمرين ونفسه مأمورا * (قالوا أرجه وأخاه) * أخر أمرهما ولا تباغت قتلهما خوفا من الفتنة * (وابعث في المدائن حاشرين) * شرطا يحشرون السحرة وعارضوا قول فرعون ان هذا لساحر عليم بقولهم * (يأتوك بكل سحار عليم) * فجاءوا بكلمة الإحاطة وصيغة المبالغة ليسكنوا بعض قلقة * (فجمع السحرة لميقات يوم معلوم) * أي يوم الزينة وميقاته وقت الضحى لأنه الوقت الذي وقته لهم موسى عليه السلام من يوم الزينة في قوله تعالى موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى والميقات ما وقت به أحد أي حدد من زمان أو مكان ومنه مواقيت الإحرام * (وقيل للناس هل أنتم مجتمعون) * أي اجتمعوا وهو استبطاء لهم في الاجتماع والمراد منه استعجالهم
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»