تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
الشعراء (89 - 80)) * (وإذا مرضت) * وإنما لم يقل أمرضني لأنه قصد الذكر بلسان الشكر فلم يضف اليه ما يقتضى الضر قال ابن عطاء وإذا مرضت برؤية الخلق * (فهو يشفين) * بمشاهدة الحق قال الصادق إذا مرضت برؤية الأفعال فهو يشفين بكشف منة الإفضال * (والذي يميتني ثم يحيين) * ولم يقل إذا مت لأنه الخروج من حبس البلاء ودار الفناء إلى روض البقاء لوعد اللقاء وأدخل ثم في الإحياء لتراخيه عن الافناء وادخل الفاء في الهداية والشفاء لأنهما يعقبان الخلق والمرض لامعا معا * (والذي أطمع) * طمع العبيد في الموالى بالافضال لا على الاستحقاق بالسؤال * (أن يغفر لي خطيئتي) * قيل هو قوله انى سقيم بل فعله كبيرهم هذا ربى للبازغ هي أختي لسارة وما هي إلا معاريض جائزة وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار واستغفار الأنبياء تواضع منهم لربهم وهضم لأنفسهم وتعليم للأمم في طلب المغفرة * (يوم الدين) * يوم الجزاء * (رب هب لي حكما) * حكمة أو حكما بين الناس بالحق أو نبوة لأن النبي عليه السلام ذو حكمة وذو حكم بين عباد الله * (وألحقني بالصالحين) * أي الأنبياء ولقد أجابه حيث قال وأنه في الآخرة لمن الصالحين * (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) * أي ثناء حسنا وذكرا جميلا في الأمم التي تجئ بعدى فأعطى ذلك فكل أهل دين يتولونه ويثنون عليه ووضع اللسان موضع القول لأن القول يكون به * (واجعلني من) * يتعلق بمحذوف أي وارثا من * (ورثة جنة النعيم) * أي من الباقين فيها * (واغفر لأبي) * اجعله أهل المغفرة بإعطاء الإسلام وكان وعده الاسلام يوم فارقه * (إنه كان من الضالين) * الكافرين * (ولا تحزني) * يوم يبعث الضالون وأبى فيهم * (يوم لا ينفع مال) * هو بدل من يوم الأول * (ولا بنون) * أحدا * (إلا من أتى الله بقلب سليم) * عن الكفر والنفاق فقلب الكافر والمنافق مريض لقوله تعالى في قلوبهم مرض أي أن المال إذا صرف في وجوه البر وبنوه صالحون فإنه ينتفع به وبهم سليم القلب أو جعل المال والبنون في معنى الغنى كأنه قيل يوم لا ينفع غنى الا غنى من أتى الله بقلب سليم لأن غنى الرجل في دينه بسلامة قلبه كما أن غناه في دنياه بماله وبينه وقد جعل من مفعولا لينفع أي لا ينفع مال ولا بنون إلا رجلا قلبه مع ماله حيث انفقه في طاعة الله ومع بنيه
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»