الشعراء (18 - 13)) إياي مستأنف أو عطف على أخاف * (ولا ينطلق لساني) * بأن تغلبني الحمية على ما أرى من المحال واسمع من الجدال وبنصبهما يعقوب عطفا على يكذبون فالخوف متعلق بهذه الثلاثة على هذا التقدير وبالتكذيب وحده بتقدير الرفع * (فأرسل إلى هارون) * أي ارسل إليه جبريل واجعله نبيا يعينني على الرسالة وكان هارون بمصر حين بعث موسى نبيا بالشام ولم يكن هذا الالتماس من موسى عليه السلام توقفا في الامتثال بل التماس عون في تبليغ الرسالة وتمهيد العذر في التماس المعين على تنفيذ الأمر ليس بتوقف في امتثال الأمر وكفى بطلب العون دليلا على التقبل لا على التعلل * (ولهم علي ذنب) * أي تبعة ذنب بقتل القبطي فحذف المضاف أو سمى تبعة الذنب ذنبا كما سمى جزاء السيئة سيئة * (فأخاف أن يقتلون) * أي يقتلوني به قصاصا وليس هذا تعللا أيضا بل استدفاع للبلية المتوقعة وفرق من أن يقتل قبل أداء الرسالة ولذا وعده بالكلاءة والدفع بكلمة الردع وجمع له الاستجابتين معا في قوله * (قال كلا فاذهبا) * لأنه استدفعه بلاءهم فوعده الله الدفع بردعه عن الخوف والتمس منه رسالة أخيه فاجابه بقوله اذهبا أي جعلته رسولا معك فاذهبا وعطف فاذهبا على الفعل الذي يدل عليه كلا كأنه قيل ارتدع يا موسى عما تظن فاذهب أنت وهارون * (بآياتنا) * مع آياتنا وهى اليد والعصا وغير ذلك * (إنا معكم) * أي معكما بالعون والنصرة ومع من أرسلتما اليه بالعلم والقدرة * (مستمعون) * خبر لان ومعكم لغو أو هما خبران أي سامعون والاستماع في غير هذا الاصغاء للسماع يقال استمع فلان حديثه أي أصغى اليه ولا يجوز حمله ههنا على ذلك فحمل على السماع * (فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين) * لم يثن الرسول كما ثنى في قوله انا رسولا ربك لان الرسول يكون بمعنى المرسل وبمعنى الرسالة فجعل ثمة بمعنى المرسل فلم يكن بد من تثنيته وجعل هنا بمعنى الرسالة فيستوى في الوصف به الواحد والتثنية والجمع ولأنهما لاتحادهما واتفاقهما على شريعة واحدة كأنهما رسول واحد أو أريد ان كل واحد منا * (أن أرسل) * بمعنى أرسل لتضمن الرسول معنى الارسال وفيه معنى القول * (معنا بني إسرائيل) * يريد خلهم يذهبوا معنا إلى فلسطين وكانت مسكنهما فاتيا بابه فلم يؤذن لهما سنة حتى قال البواب أن ههنا انسانا يزعم أنه رسول رب العالمين فقال ائذن له لعلنا نضحك منه فأديا إليه الرسالة فعرف فرعون موسى فعند ذلك * (قال ألم نربك فينا وليدا) * وانما حذف فأتيا فرعون فقالا اختصارا والوليد الصبى لقرب عهده من الولادة أي ألم تكن
(١٨١)