تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٩١
الشعراء (111 - 102)) ولا صديق حميم من الذين كنا نعدهم شفعاء وأصدقاء لأنهم كانوا يعتقدون في أصنامهم أنهم شفعاؤهم عند الله وكان لهم الأصدقاء من شياطين الإنس والحميم من الاحتمام وهو الاهتمام الذي يهمه ما يهمك أو من الحامة بمعنى الخاصة وهو الصديق الخاص وجمع الشافع ووحد الصديق لكثرة الشفعاء في العادة وأما الصديق وهو الصادق في ودادك الذي يهمه ما أهمك فقليل وسئل حكيم عن الصديق فقال اسم لا معنى له وجاز أن يراد بالصديق الجمع * (فلو أن لنا كرة) * رجعة إلى الدنيا * (فنكون من المؤمنين) * وجواب لو محذوف وهو لفعلنا كيت وكيت أو لو في مثل هذا بمعنى التمني كأنه قيل فليت لنا كرة لما بين معنى لو وليت من التلاقى * (إن في ذلك) * فيما ذكر من الأنباء * (لآية) * أي لعبرة لمن اعتبر * (وما كان أكثرهم مؤمنين) * فيقال فريقا منهم آمنوا * (وإن ربك لهو العزيز) * المنتقم ممن كذب إبراهيم بنار الجحيم * (الرحيم) * المسلم كل ذي قلب سليم إلى جنة النعيم * (كذبت قوم نوح المرسلين) * القوم يذكر ويؤنث قيل ولد نوح في زمن آدم عليه السلام ونظير قوله المرسلين والمراد نوح عليه السلام قولك فلان يركب الدواب ويلبس البرود وماله إلا دابة أو برد أو كانوا ينكرون بعث الرسل أصلا فلذا جمع أو لأن من كذب واحدا منهم فقد كذب الكل لأن كل رسول يدعو الناس إلى الإيمان بجميع الرسل وكذا جميع ما في هذه السورة * (إذ قال لهم أخوهم) * نسبا لا دينا * (نوح ألا تتقون) * خالق الأنام فتتركوا عبادة الأصنام * (إني لكم رسول أمين) * كان مشهورا بالأمانة فيهم كمحمد عليه الصلاة والسلام في قريش * (فاتقوا الله وأطيعون) * فيما آمركم به وأدعوكم اليه من الحق * (وما أسألكم عليه) * على هذا الأمر * (من أجر) * جزاء * (إن أجري) * بالفتح مدني وشامي وأبو عمرو وحفص * (إلا على رب العالمين) * فلذلك أريده * (فاتقوا الله وأطيعون) * كرره ليقرره في نفوسهم مع تعليق كل واحد منهما بعلة فعلة الأول كونه أمينا فبما بينهم وعلة الثاني حسم طمعة منهم كأنه قال إذا عرفتم رسالتي وأمانتى فاتقوا الله ثم إذا عرفتم احترازي من الأجر فاتقوا الله * (قالوا أنؤمن لك واتبعك) * الواو للحال وقد مضمرة بعدها دليلة قراءة يعقوب واتباعك جمع تابع كشاهد وأشهاد أو تبع كبطل وأبطال * (الأرذلون) * السفلة والرذلة الخسة والدناءة وإنما استرذلوهم لا تضاع نسبهم وقلة نصيبهم من الدنيا وقيل كانوا من أهل الصناعات الدنيئة والصناعة لا تزرى بالديانة فالغنى غنى الدين والنسب نسب التقوى ولا يجوز
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»