تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٨٥
الشعراء (49 - 40)) * (لعلنا نتبع السحرة) * في دينهم * (إن كانوا هم الغالبين) * أي غلبوا موسى في دينه وليس غرضهم اتباع السحرة وإنما الغرض الكلى أن لا يتبعوا موسى فساقوا الكلام مساق الكناية لأنهم إذا اتبعوهم لم يكونوا متبعين لموسى * (فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم) * وبكسر العين على وهما لغتان * (وإنكم إذا لمن المقربين) * أي قال فرعون نعم لكم أجر عندي وتكونون مع ذلك من المقربين عندي في المرتبة والجاه فتكونون أول من يدخل على وآخر من يخرج ولما كان قولهم أئن لنا لأجرا في معنى جزاء الشرط لدلالته عليه وكان قوله وانكم إذا لمن المقربين معطوفا عليه دخلت إذا قارة في مكانها الذي تقتضيه من الجواب والجزاء * (قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون) * من السحر فسوف ترون عاقبته * (فألقوا حبالهم) * سبعين ألف حبل * (وعصيهم) * سبعين ألف عصا وقيل كانت الحبال اثنين وسبعين ألفا وكذا العصى * (وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون) * أقسموا بعزته وقوته وهو من أيمان الجاهلية * (فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف) * تبتلع * (ما يأفكون) * ما يقلبونه عن وجهه وحقيقته بسحرهم ويزورونه ويخيلون في حبالهم وعصيهم انها حيات تسعى * (فألقي السحرة ساجدين) * عبر عن الخرور بالالقاء بطريق المشاكلة لأنه ذكر مع الالقاآت ولأنهم لسرعة ما سجدوا صاروا كأنهم ألقوا * (قالوا آمنا برب العالمين) * عن عكرمة رضي الله عنه أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء * (رب موسى وهارون) * عطف بيان لرب العالمين لأن فرعون كان يدعى الربوبية فأرادوا أن يعزلوه وقيل إن فرعون لما سمع منهم آمنا برب العالمين قال إياي عنيتم قالوا رب موسى وهارون * (قال آمنتم له قبل أن آذن لكم) * بذلك * (إنه لكبيركم الذي علمكم السحر) * وقد تواطأتم على أمر ومكر * (فلسوف تعلمون) * وبال ما فعلتم ثم صرح فقال * (لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف) *
(١٨٥)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»