تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٩٦
الشعراء (184 - 172)) صفتها وقت تنجيهم * (ثم دمرنا الآخرين) * والمراد بتدميرهم الائتفاك بهم * (وأمطرنا عليهم مطرا) * عن قتادة أمطر الله على شذاذ القوم حجارة من السماء فأهلكهم الله وقيل لم يرض بالائتفاك حتى أتبعه مطرا من حجارة * (فساء) * فاعله * (مطر المنذرين) * والمخصوص بالذم وهو مطرهم محذوف ولم يرد بالمنذرين قوما بأعيانهم بل المراد جنس الكافرين * (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم كذب أصحاب الأيكة) * بالهمزة والجر هي غيضة تنبت ناعم الشجر عن الخليل ليكة حجازي وشامى وكذا في ص علم لبلد قيل أصحاب الأيكة هم أهل مدين التجئوا إلى غيضة إذ ألح عليهم الوهج والأصح أنها غيرهم نزلوا غيضة بعينها بالبادية وأكثر شجرهم المقل بدليل أنه لم يقل هنا أخوهم شعيب لأنه لم يكن من نسبهم بل ك كان من نسب أهل مدين فغي الحديث أن شعيبا أخا مدين أرسل إليهم وإلى أصحاب الأيكة * (المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين أوفوا الكيل) * أتموه * (ولا تكونوا من المخسرين) * ولا تنقصوا الناس حقوقهم فالكيل واف وهو مأمور به وطفيف وهو منهى عنه وزائد وهو مسكوت عنه فتركه دليل على أنه ان فعل فقد أحسن وان لم يفعل فلا شئ عليه * (وزنوا بالقسطاس المستقيم) * وبكسر القاف كوفي غير أبى بكر وهو الميزان أو القبان فإن كان من القسط وهو العدل وجعلت العين مكررة فوزنه فعلاس والا فهو رباعي * (ولا تبخسوا الناس) * يقال بخسته حقه إذا نقصته إياه * (أشياءهم) * دراهمهم ودنانيرهم بقطع أطرافها * (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) * ولا تبالغوا فيهم في الافساد نحو قطع الطريق والغارة واهلاك الزروع وكانوا يفعلون ذلك فنهوا عنه يقال عنا في الأرض إذا أفسد وعن في الأرض لغة في عثا * (واتقوا الذي خلقكم والجبلة) * الجبلة عطف على كم أي اتقوا الذي
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»