تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٤٧
الأعراف 168 170 لا يكون منه اللهث إلا إذا حرك اما الكلب فيلهث في الحالين فكان مقتضى الكلام أن يقال ولكنه أخلد إلى الأرض فخططناه ووضعنا منزلته فوضع هذا التمثيل موضع فخططاه أبلغ حط ومحل الجملة الشرطية النصب على الحال كأنه قيل كمثل الكلب ذليلا دائم الذلة لا هنا في الحالين وقيل لما دعا بلعم على موسى خرج لسنانه فوقع على صدره وجعل يلهث كما يلهث الكلب وقيل معناه هو ضال وعظ أو ترك وعن عطاء من علم ولم يعمل فهو كالكلب ينبح أن طرد أو ترك * (ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا) * من الهود بع أن قرءوا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة وذكر القرآن العجز وما فيه وبشروا الناس باقتراب مبعثه * (فاقصص القصص) * أي قصص بلعم الذي هو نحو قصصهم * (لعلهم يتفكرون) * فيحذرون مثل عاقبته إذا ساروا نحو سيرته * (ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا) * أي مثل القوم فحذف المضاف وفاعل ساء مضمر أي ساء المثل مثلا وانتصاب مثلا على التمييز * (وأنفسهم كانوا يظلمون) * معطوف على كذبوا فيدخل في حيز الصلة أي الذين جمعوا بين التكذيب بآيات الله وظلم أنفسهم أو منقطع عن الصلة أي وما ظلموا إلا أنفسهم بالتكذيب وتقديم المفعول به للاختصاص تة زحصزت أنفسهم بالظلم لم يتعد إلى غيرها * (من يهد الله فهو المهتدي) * حمل على من الله البيان كما قالت المعتزلة لا ستى الكافر والمؤمن إذ البيان ثابت في حق الفريقين فدل أنه من الله تعالى التوفيق والعصمة والمعونة ولو كان ذلك للكافر لاهتدى كما اهتدى المؤمن * (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس) * هم الكافر من الفريقين المعرضون عن تدبر آيات الله والله تعالى علم منهم اختيار الكفر فشاء منهم الكفر وخلق فيهم ذلك وجعل مصيرهم تجهنم لذلك ولا تنافى بين هذا وبين قوله وما خلقت الجن والإنس إلا ليغبدون لأنه إنما خلق منهم للعبادة من علم أنه بعديه و انا من علم أنه يكفر به فإنما خلقه لما علم أنه يكون منه فالحاصل أن من علم منه في الأزل أنه يكون منه العبادة خلقه للعبادة ومن علم منه أن يكون منه الكفر خلقه لذلك وكم من عام يراد به الخصوص وقول المعتزلة بأن هذه لام العاقبة أي لما كان عاقبتهم جهنم جعل كأنهم خلقوا لها فرارا عن إرادة المعاصي عدول عن الظاهر * (لهم قلوب لا يفقهون بها) * الحق ولا يتفكرون فيه * (ولهم أعين لا يبصرون بها) * الرشدة * (ولهم آذان لا يسمعون بها) * الوعظ * (أولئك كالأنعام) * في عدم الفقه والنظر للاعتبار والاستماع للتفكر * (بل هم أضل) *
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»