الأعراف 143 135 وهو بمصر أن أهلك الله عدوهم أتاهم بكتاب من عند الله فلما هلك فرعون سأل موسى ربه الكتاب فأمره بصوم ثلاثين يوما وهى شهر ذي القعدة فلما أتم الثلاثين أنكر خلوف فيه فتسوك فأوحى الله إليه اما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك فأمره أن يزيد عليها عشرة أيام من ذي الحجة لذلك * (فتم ميقات ربه) * ما وقت له من الوقت وضربه له * (أربعين ليلة) * نصب على الحال أي تم بالغا هذا العدد ولقد أجمل ذكر الأربعين في البقرة وفصلها هنا * (وقال موسى لأخيه هارون) * هو عطف بيان لخيه * (اخلفني في قومي) * كن خليفتي فيهم * (وأصلح) * ما يجب أن يصلح من أمور بني إسرائيل * (ولا تتبع سبيل المفسدين) * ومن دعاك منهم إلى الإفساد فلا تتبعه ولا تطعه * (ولما جاء موسى لميقاتنا) * لوقتنا الذي وقتنا له وحددنا ومعنى اللام الاختصاص أي اختص مجيئه لميقاتنا * (وكلمه ربه) * بلا واسطة ولا كيفية ورورى أنه كان يسمع الكلام من كل جهة وذكر الشيخ التأويلات أن موسى عليه السلام سمع صوتا دالا على كلام الله تعالى وكان اختصاصه باعتبار أنه أمسعه صوتا تولى تخلقه من غير أن يكون ذلك الصوت مكتسبا لأحد من الخلق وغيره يسمع صوتا مكتسبا للعباد فيفهم منه كلام الله تعالى فلما سمع كلامه طمع في رؤيته لغلبة شوقه فسأل الرؤية بقوله * (قال رب أرني أنظر إليك) * ثاني مفعولى أرني محذوف أي أرني ذاتك انظر إليك يعنى مكنى من رؤيتكم بان تتجلى لي حتى أراك أرني مكي وبكسر الراء مختلسة أبو عمرو وبكسر الراء مشبعة غيرهما وهو دليل لأهل السنة على جواز الرؤية فإن موسى عليه السلام اعتقد أن الله تعالى يرى حتى سأله واعتقاد جواز مالا يجوز على الله كفر * (قال لن تراني) * ر بالسؤال بعين فانية بل بالعطاء والنوال بيعن باقية وهو دليل لأهل لنا أيضا لأنه لم يقل لن أرى ليكون نفيا للجواز ولو لم يكن مرئيا لخبر بأنه ليس بمرئى إذا لحاله حالة الحاجة إلى البيان * (ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه) * بقي على حاله * (فسوف تراني) * وهو دليل لنا أيضا لأنه علق الرؤية باستقرار الجبل وهو ممكن وتعليق الشئ بما هو ممكن يدل على امكانه كالتعليق بالمتع يدل على امتناعه والديليل على أنه ممكن قوله جعله دكا ولم يقل اندك وما أوجده تعالى كان جائزا أن لا يوجد لو لم يوجده لأنه مختار في فعله و لأنه تعالى ما آية عن ذلك ولا عاتبة عليه ولو كان ذلك محالا لعابه كما عاتب نوحا عليه السلام بقوله إني أعظك أن تكون من الجاهلين حيث سأل اتجاه ابنه من الغرق * (فلما تجلى ربه للجبل) * أي ظهر وبان ظهورا بلا كيف قال الشيخ أبو منصور رحمه الله
(٣٥)