تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٩
الإسراء (47 _ 54)) بدل من اذهم * (إن تتبعون إلا رجلا مسحورا) * سحر فجن * (انظر كيف ضربوا لك الأمثال) * مثلوك بالشاعر والساحر والمجنون * (فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) * أي فضلوا في جميع ذلك ضلال من يطلب في التيه طريقا يسلكه فلا يقدر عليه فهو متحير في أمره لا يدرى ما يصنع * (وقالوا) * أي منكروا البعث * (أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا) * أي مجددا وخلقا حال أي مخلوقين * (قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم) * أي السماوات والأرض فإنها تكبر عندكم عن قبول الحياة * (فسيقولون من يعيدنا قل) * يعيدكم * (الذي فطركم أول مرة) * والمعنى انكم تستبعدون ان يجدد الله خلقكم ويرده إلى حال الحياة بعدما كنتم عظاما يابسة مع أن العظام بعض أجزاء الحي بل هي عمود خلقه الذي يبنى عليه سائره فليس ببدع أن يردها الله بقدرته إلى الحالة الأولى ولكن لو كنتم أبعد شيء من الحياة هو ان تكونوا حجارة أو حديدا لكان قادرا على أن يردكم إلى حال الحياة * (فسينغضون إليك رؤوسهم) * فسيحركونها نحوك تعجبا واستهزاء * (ويقولون متى هو) * أي البعث استعبادا له ونفيا * (قل عسى أن يكون قريبا) * أي هو قريب وعسى للوجوب * (يوم يدعوكم) * إلى المحاسبة وهو يوم القيامة * (فتستجيبون بحمده) * أي تجبيبون حامدين والياء للحال عن سعيد بن جبير ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون سبحانك اللهم وبحمدك * (وتظنون إن لبثتم إلا قليلا) * أي لبثا قليلا أو زمانا قليلا في الدنيا أو في القبر * (وقل لعبادي) * وقل للمؤمنين * (يقولوا) * للمشركين الكلمة * (التي هي أحسن) * وألين ولا يخاشنوهم وهي أن يقولوا يهديكم الله * (إن الشيطان ينزغ بينهم) * يلقى بينهم الفساد وويغرى بعضهم على بعض ليوقع بينهم المشاقة والنزع ايقاع الشر وافساد ذات البين وقرأ طلحة ينزغ بالكسر وهم لغتان * (إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) * ظاهر العداوة أو فسر التي هي أحسن بقوله * (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم) * بالهداية
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»