تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٥
النحل (76 _ 79)) يفهم * (وهو كل على مولاه) * أي ثقل وعيال على من يلي امره ويعوله * (أينما يوجهه لا يأت بخير) * حيثما يرسله ويصرفه في مطلب حاجة أو كفاية مهم لم ينفع ولم يأت بنجح * (هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل) * أي ومن هو سليم الحواس نفاع ذو كفايات مع رشد وديانة فهو يأمر الناس بالعدل والخير * (وهو) * في نفسه * (على صراط مستقيم) * على سيرة صالحة ودين قويم وهذا مثل ثان ضربه لنفسه ولما يفيض على عباده من آثار رحمته ونعمته وللأصنام التي هي أموات لا تضر ولا تنفع * (ولله غيب السماوات والأرض) * أي يختص به علم ما غاب فيهما عن العباد وخفى عليهم علمه أو أراد بغيب السماوات والأرض يوم القيامة على أن علمه غائب عن أهل السماوات والأرض لم يطلع عليه أحد منهم * (وما أمر الساعة) * في قرب كونها وسرعة قيامها * (إلا كلمح البصر) * كرجع طرف وانما ضرب به المثل لأنه لا يعرف زمان أقل منه * (أو هو) * أي الامر * (أقرب) * وليس هذا لشك المخاطب ولكن المعنى كونوا في كونها على هذا الاعتبار وقيل بل هو أقرب * (إن الله على كل شيء قدير) * فهو يقدر على أن يقيم الساعة ويبعث الخلق لأنه بعض المقدورات ثم دل على قدرته بما بعده فقال * (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم) * وبكسر الألف وفتح الميم على اتباعا لكسرة النون وبكسرهما حمزة والهاء مزيدة في أمهات للتوكيد كما زيدت في أراف فقيل أهراق وشذت زيادتها في الواحدة * (لا تعلمون شيئا) * حال أي غير عالمين شيئا من حق المنعم الذي خلقكم في البطون * (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) * أي وما ركب فيكم هذه الأشياء إلا آلات لإزالة الجهل الذي ولدتم عليه واجتلاب العلم والعمل به من شكر المنعم وعبادته والقيام بحقوقه والأفئدة في فؤاد كالأغربة في غراب وهو من جموع القلة التي جرت مجرى جموع الكثرة لعدم السماع في غيرها * (ألم يروا) * وبالتاء شامي وحمزة * (إلى الطير مسخرات) * مذللات للطيران بما خلق لها من الأجنحة والأسباب المواتية لذلك * (في جو السماء) * هو الهواء المتباعد من الأرض في سمت العلو * (ما يمسكهن) * في قبضهن وبسطهن ووقوفهن * (إلا الله) * بقدرته وفيه نفى لما يصوره الوهم عن خاصية القوى الطبيعية * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) *
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»