تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٦٨
هود (87 _ 89)) * (تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) * كان شعيب عليه السلام كثير الصلوات وكان قومه يقولون له ما تستفيد بهذا فكان يقول إنها تأمر بالمحاسن وتنهى عن القبائح فقالوا على وجه الاستهزاء أصلواتك تأمرك أن تأمرنا بترك عبادة ما كان يعبد آباؤنا أو أن نترك التبسط في أموالنا ما نشاء من إيفاء ونقص وجاز أن تكون الصلوات آمرة مجازا كما سماها الله تعالى ناهية مجازا * (إنك لأنت الحليم الرشيد) * أي السفيه الضال وهذه تسمية على القلب استهزاء أو انك حليم رشيد عندنا ولست تفعل بنا ما يقتضيه حالك * (قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه) * من لدنه * (رزقا حسنا) * يعنى النبوة والرسالة أو مالا حلالا من غير بخس وتطفيف وجواب أرأيتم محذوف أي أخبروني إن كنت على حجة واضحة من ربى وكنت نبيا على الحقيقة أيصح لي أن لا آمركم بترك عبادة الأوثان والكف عن المعاصي والأنبياء لا يبعثون إلا لذلك يقال خالفني فلان إلى كذا إذا قصده و أنت مول عنه وخالفني عنه إذا ولى عنه و أنت قاصده ويلقاك الرجل صادرا عن الماء فتسأله عن صاحبه فيقول خالفني إلى الماء يريد أنه قد ذهب إليه و أراد و أنا ذاهب عنه صادرا ومنه قوله * (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) * يعنى أن أسبقكم إلى شهواتكم التي نهيتكم عنها لاستبد بها دونكم * (إن أريد إلا الإصلاح) * ما أريد إلا أن أصلحكم بموعظتى ونصيحتى وامرى بالمعروف ونهى عن المنكر * (ما استطعت) * ظرف أي مدة استطاعتي للاصلاح ومادمت متمكنا منه آلو فيه جهدا * (وما توفيقي إلا بالله) * وما كونى موفقا لإصابة الحق فيما آنى وأذر إلا بمعونته وتأييده * (عليه توكلت) * اعتمدت * (وإليه أنيب) * أرجع في السراء والضراء جرم مثل كسب في تعديه إلى مفعول واحد و إلى مفعولين ومنه قوله * (ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم) * أي لا يكسبنكم خلافي إصابة العذاب * (مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح) * وهو الغرق والريح والرجفة * (وما قوم لوط منكم ببعيد) * في الزمان فهم أقرب الهالكين منكم أو في المكان فمنازلهم قريبة منكم أو فيما يستحق به الهلاك وهو الكفر والمساوى وسوى في قريب وبعيد وقليل وكبير بين المذكر والمؤنث لورودها على زنة المصادر
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»