تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٦٧
هود (83 _ 87)) اسم من يرمى به * (عند ربك) * في خزائنه أو في حكمه * (وما هي من الظالمين ببعيد) * بشئ بعيد وفيه وعيد لأهل مكة فإن جبريل عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى ظالمي أمتك ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض جحر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة أو الضمير للقرى أي هي قريبة من ظالمي مكة يمرون بها في مسايرهم * (وإلى مدين أخاهم شعيبا) * هو اسم مدينتهم أو اسم جدهم مدين بن إبراهيم أي وارسلنا شعيبا إلى ساكنى مدين أو إلى بنى مدين * (قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال) * أي المكيال بالمكيال * (والميزان) * والموزون بالميزان * (إني أراكم بخير) * بثروة وسعة تغنيكم عن التطفيف أو أراكم بنعمة من الله حقها أن تقابل بغير ما تفعلون * (وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط) * مهلك من قوله وأحيط بثمره وأصله من إحاطة العدو والمراد عذاب الاستئصال في الدنيا أو عذاب الآخرة * (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان) * اتموهما * (بالقسط) * بالعدل نهوا أولا عن عين القبيح الذي كانوا عليه من نقص المكيال والميزان ثم ورد الأمر بالإيفاء الذي هو حسن في العقول لزيادة الترغيب فيه وجئ به مقيدا بالقسط أي ليكن الإيفاء على وجه العدل والتسوية من غير زيادة ولا نقصان * (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) * البخس النقص كانوا ينقصون من أثمان ما يشترون من الأشياء فنهوا عن ذلك * (ولا تعثوا في الأرض مفسدين) * العثى والعبث أشد الفساد نحو السرقة والغارة وقطع السبيل ويجوز أن يجعل البخس والتطفيف عيثا منهم في الأرض * (بقية الله) * ما يبقى لكم من الحلال بعد التنزه عما هو حرام عليكم * (خير لكم إن كنتم مؤمنين) * بشرط أن تؤمنوا نعم بقية الله خير للكفرة أيضا لأنهم يسلمون معها من تبعة البخس والتطفيف إلا أن فائدتها تظهر مع الإيمان من حصول الثواب مع النجاة من العقاب ولاتظهر مع عدمه لانغماس صاحبها في غمرات الكفر وفى ذلك تعظيم للايمان وتنبيه على جلالة شأنه أو المراد إن كنتم مصدقين لي فيما أقول لكم وانصح به إياكم * (وما أنا عليكم بحفيظ) * لنعمه عليكم فاحفظوها بترك البخس * (قالوا يا شعيب أصلاتك) * وبالتوحيد كوفي غير أبى بكر
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»